اسماعيل ولد الشيخ أحمد

جدد مبعوث الامم المتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد اليوم الأحد اصرار المنظمة الدولية على احلال الأمن والسلام باليمن، داعيا الفرقاء اليمنيين إلى تغليب المصلحة العامة وتقديم تنازلات تضمن حلا “متينا وشاملا” يعيد السلام لليمن والامن لليمنيين.

وأكد ولد الشيخ أحمد في كلمة القاها أمام منتدى الدوحة في دورته ال16 تحت شعار (الاستقرار والازدهار للجميع) “اننا اليوم اقرب إلى السلام من اي وقت مضى وهو قريب لمن يريده”.
وقال ان المشهد اليمني “مفعم بالتعقيدات الداخلية والخارجية وتتداخل معها العديد من الأبعاد الاقتصادية والامنية والسياسية” محذرا من التداعيات السلبية للأمن في اليمن على أمن واستقرار المنطقة. وأضاف “ادرك ان الجميع بانتظار حل سريع ولكن ما نسعى للتوصل إليه هو حل متين وشامل يعيد السلام لليمن والامن لليمنيين”، مؤكدا استعداد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي لدعم اليمن سياسيا ولوجستيا.

وشدد على ان القرار يبقى بيد اليمنيين انفسهم داعيا اياهم إلى تغليب المصلحة العامة وتقديم التنازلات التي تخدم الوطن والمواطن والتي تضمن مستقبلا مشرقا يستحقه اليمن.
وأعرب عن اسفه لأخبار الموت والحوادث التي يعد المدنيون هم المتضرر الاكبر منها مطالبا الاطراف اليمنية بالتحلي بحسن النية من اجل معالجة الحروب والنزاعات السياسية. وقال “نحن امام مرحلة دقيقة نعمل فيها على تدوير الزوايا وتطبيق اجراءات الثقة فيما تبقى الضمانات المطلوبة من الطرفين سيدة الموقف”.

وأضاف “اتيت الى منتدى الدوحة قادما من الكويت التي تشهد مفاوضات يمنية – يمينة حاسمة تهدف الى وضع حد للصراع الدامي الذي حصد ارواح المئات من الابرياء”.
وأشار إلى ان مفاوضات الكويت تعقدت وتشعبت وتعرقلت عدة مرات لكنها مستمرة بعزم حتى التوصل لحلول مستدامة. وقال: “لا شك ان التحديات كثيرة لكنها ليست مستعصية ونحن واثقون من امكانية البناء على الارضية المشتركة الصلبة في حال قرر الاطراف تقديم الضمانات والتنازلات فمشاورات السلام فرصة تاريخية قد لا تتكرر”.

وذكر ان النزاع في اليمن والوضع الإنساني الناجم عنه طال ولا يحتمل الانتظار، مشيرا إلى أن الأرقام تؤكد انه خلال عام واحد سقط نحو سبعة آلاف قتيل و35 الف جريح فيما اضطر ثلاثة ملايين شخص لمغادرة منازلهم بحثا عن ملجأ آمن.

وأوضح أن اليمن يخوض حروبا على جبهات مختلفة يدفع ثمنها باهظا من امنه واستقراره، مشيرا إلى ان العمليات“الارهابية”التي تستغل غياب الدولة طبعت يوميات اليمنيين في معظم انحاء البلاد.

وأشاد المبعوث الأممي في هذا الصدد بالنجاحات التي بدأت تحققها السلطات الامنية أخيرا في مكافحة الارهاب.
وقال: ان العمل بوقف الأعمال القتالية بدأ في منتصف ليل ال10 من إبريل الماضي وبالرغم من الخروقات المقلقة في بعض المناطق فان التقارير تفيد بان ثمة تحسنا ملحوظا على الصعيد الأمني مما فسح المجال للمنظمات الانسانية بتوسيع مجالات عملها لمساعدة ما يزيد على 13 مليون شخص.

وبين انه بعد بدء وقف الأعمال القتالية بأيام انطلقت مشاورات السلام اليمنية – اليمنية في الكويت برعاية الأمم المتحدة واجتمع الوفدان اليمنيان في جلسات عامة وثنائية لمناقشة المبادئ والمرجعيات التي تنطلق منها المفاوضات قبل ان ينقسما إلى ثلاث مجموعات عمل رئيسية.

وأكد في هذا الصدد أهمية البيان الأخير لرئيس مجلس الأمن والذي دعا فيه الأطراف اليمنية إلى وضع خريطة طريق لاستعادة مؤسسات الدولة واستئناف الحوار السياسي وتنفيذ عمليات الانسحاب وتسليم الاسلحة واطلاق الأسرى والمعتقلين.

وأوضح انه عرض على الفريقين اطارا استراتيجيا عاما يشمل مقترحاتهما ويجمع محاور عدة تشمل الأبعاد الأمنية والاقتصادية والسياسية للمرحلة المقبلة تماشيا مع قرار مجلس الامن 2216 والقرارات ذات الصلة ومبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات الحوار الوطني.

وأكد ان هذا الاطار الذي لاقى دعما كبيرا من المجتمع الدولي يشكل ارضية صلبة لحل تفاهمي سياسي شامل في اليمن كما وضعت الأمم المتحدة خطة عمل لتحسين الوضع الاقتصادي الناتج عن النزاع السياسي.

وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قد أعلن في العاصمة القطرية الدوحة أمس السبت موافقته على استئناف وفد الحكومة مشاركته في مشاورات السلام بعد ان قدمت الامم المتحدة ضمانا بالالتزام بقرار مجلس الامن الدولي رقم 2216.