نواكشوط- الشيخ بكاي
استغلت جمعيات ثقافية ومدونون وهيئات شعبية الاحتفال باليوم العربي للغة العربية في الدعوة إلى التعريب الشامل للإدارة الموريتانية، وتتعايش اللغة العربية في الإدارة الموريتانية مع الفرنسية معايشة التابع الضعيف رغم أن الدستور والواقع يجعلان من العربية لغة البلاد الرسمية.
وتجري العمل باللغتين لكن الهيمنة للغة الفرنسية، وهناك قطاعات منها القطاع المالي مثلاً تحتكرها اللغة الفرنسية، وتطالب غالبية من الموريتانيين بالتعريب الشامل، لكن معسكر "الفرانكوفونيين" مازال متحكمًا، وخصصت "جمعية الإحياء للثقافة والفنون (أنا لغتي)" هذا اليوم لسلسلة من الوقفات أمام مؤسسات التعليم في معظم المحافظات الموريتانية، وردد محتجون شعار "اللغة العربية تجمعنا".
ووزعت الجمعية بيانًا طالبت بالتعريب داعية النظام الحاكم إلى التوقف عن ما وصفته بـ التلاعب بمستقبل البلاد، وقالت الجمعية في البيان تلقى "اليمن اليوم" نسخة منه إن هذه الأنشطة تأتي"تجسيدا لوعد قطعناه على أنفسنا في أمسيتنا الافتتاحية التي نظمناها قبل شهرين من الآن، وإيمانًا منا بضرورة التعريب وكونه حقا والحقوق لا تعطى وإنما تنتزع بالنضال السلمي الذي يكفله الدستور الموريتاني. ذلك الدستور الذي نؤمن به كاملا ونستغرب إيمان البعضٍ ببعضه وكفرَه ببعضٍ آخر" حسب تعبير البيان.
وأضاف البيان أن الطلاب انتفضوا مرددين "شعارات تطالب الدولة بالتعريب الشامل، وتندد بالفرنسة وسياسة النعامة التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه من هوان وبُعد عن روح أمتنا، وربطتنا نفسيا وثقافيا بالمحتل الفرنسي الذي لا تحتفظ له الذاكرة الجمعية بخير، وإن الرسالة الآن وصلت، وعلى النظام أن يترك التلاعب بمستقبل البلاد، وينهي سياسة الهروب إلى الأمام، ويرضخ لمطلب الجماهير العادل مطلب التعريب. وفي انتظار ذلك سنظل نصلي قصرًا إلى حين استكمال عملية الاستقلال" حسب تعبيره.
وأصدرت جمعية أخرى هي جمعية "الضاد للدفاع عن العربية" بيانا دعت فيه إلى إصدار "قوانين تطبيقية للمواد الدستورية المتعلقة باللغة الرسمية للجمهورية الإسلامية الموريتانية بمقتضاها تصبح اللغة العربية لغة المكاتب و المعامل والمعاملات والعلاقات مع المنظومة الدولية"، ودعت "الضاد" جميع الهيئات والمنظمات والشخصيات والأفراد المهتمين إلى توحيد الجهد للوصول إلى تحقيق حُلُم الأجيال بترسيم اللغة العربية والحفاظ على الهوية الوطنية".