سياسة تهجير الفلسطينيين

كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية اليوم الجمعة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي استأنفت مؤخرا سياسة تهجير الفلسطينيين من حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة بزعم أن عائلات في الحي تقطن في عقارات كان يملكها يهود قبل النكبة، وأن هذه العائلات سكنت هذه البيوت بعد النكبة مع فرار اليهود من هذا الحي.

وذكرت الصحيفة أن حكومة الاحتلال استأنفت سياسة طرد هذه العائلات بعد توقف دام 8 سنوات، خاصة بفعل الضجة الإعلامية التي أثارتها قضية إخلاء السكان من الشيخ جراح والضغوط الدولية التي مارستها أطراف مختلفة بينها انتقادات وجهتها في حينه ل"إسرائيل" هيلاري كلينتون والرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر.

ووفقاً لما نشرته الصحيفة-بحسب ترجمة "العربي الجديد" فإن حكومة الاحتلال سلمت عائلة شماسني الفلسطينية من الشيخ جراح أمراً بإخلاء البيت الذي تعيش فيه العائلة منذ العام 1964، بحجة أنه ثبت أنه يعود لعائلة يهودية.

وأضافت "بعد أن تمكنت جهات استيطانية يهودية من تعقب أثر صاحبة العقار اليهودية لتقديم التماس لمحاكم الاحتلال لإخراج العائلة الفلسطينية من البيت"، مشيرة إلى أن الأمر يصبح ساري المفعول خلال خمسة أيام.

وتشكل حالة عائلة شماسني واحدة من حالات كثيرة في حي الشيخ جراح، الذي استولى فيه المستوطنون منذ الاحتلال على عدد من العقارات والبيوت، بادعاء أنها كانت أملاكاً لمواطنين يهود قبل النكبة، فيما قاموا بتحويل أحد العقارات في الحي إلى مزار ديني، مدعين أنه يقع فيه قبر حاخام يهودي.

وتركز الحركات والجمعيات الاستيطانية نشاطها المحموم في تهويد القدس على حيين أساسيين، إلى جانب مساعي سرقة عقارات وممتلكات داخل أسوار البلد القديمة. إذ تركز هذه الجمعيات على محاولات الاستيلاء على عقارات في الشيخ جراح، وفي حي قرية سلوان، جنوبي المسجد الأقصى، حيث أقام الاحتلال "حديقة توراتية" تديرها جمعية "إلعاد".

وفي سلوان، تواصل الجمعيات الاستيطانية اليهودية محاولات الاستيلاء على بيوتٍ في حي عين الحلوة، من خلال الاستفادة واستغلال قوانين المصادرة التي استخدمها الاحتلال مباشرة بعد النكبة للاستيلاء على أراضي وأملاك المهجرين تحت مسمى "أملاك الغائبين"