عدن - حسام الخرباش
هطلت أمطار غزيرة على مدينة شبام كوكبان في محافظة المحويت اليمنية، ورافقت الثلوج الأمطار لترسم مناظر فريدة من نوعها في مدينة شبام كوكبان، وذكر مسؤول بالأرصاد الجوية، بأن درجة الحرارة بشبام كوكبان بلغت 18 درجة، مع هطول أمطار وارتفاع بنسبة الرطوبة وهو الأمر الذي سمح للثلوج، بالبقاء في الأرض ورسم مناظر خلابه ونادره.
وتقع مدينة شبام كوكبان إلى الشمال الغربي من صنعاء، حيث تبعد مسافة 45 كم تقريبًا، ويحدها من الشمال مديرية ثلاء ومن الجنوب بني مطر والحيمة الداخلية، ومن الشرق مديريتا همدان وبني مطر، ومن الغرب مديرية الطويلة، وتعد شبام مركز المدينة، وفيها تسع عشرة حارة، وتتمثل أهميتها في حقبتين زمنيتين هما عصر الدولة السبئية ثم العصر الإسلامي، حيث شهدت المدينة ازدهارا حضارياَ فيهما.
وورد في أحد النقوش والمسمَّى "نقش النصر"، والذي دونه الملك كرب إل وتر بن ذمار بن علي، إشارة إلى أن شبام كانت إحدى مدن مملكة نشن – مدينة السوداء في الجوف – والتي خضعت لسلطة المكرب بعدهزيمته لملك مدينة نشن، وبعد أن ضمها المكرب إلى مملكته بدأت هجرة السبئيين إلى قيعان الهضبة الوسطى ومن ثم استوطنوا المنطقة، وكانت شبام مركزًا مهمًا من مراكز الحكم السبئي كما تشير النقوش التي تعود إلى هذه الفترة.
ويمكن العودة إلى النقش (رقم (CHI.106) والنقش رقم (IR.17) الذي يعود إلى ماقبل سنة 525 م، وأما كوكبان فهو اسم الجبل الذي تقع فيه المدينة ،ولا شك أنهما صارا بمثابة الاسم الواحد، لهذه المدينة التي تميزت بعراقتها التاريخية، كما شهدت المدينة امتدادا لهذا التألق مع العهد الإسلامي إذْ ازدهرت في عهد الدولة اليعفرية، حيث اتخذوها عاصمة لدولتهم خلال المدة من 847-997، وسمت بـ "شبام يعفر" نسبة إلى آل يعفر، تتميز بحصونها وسوقها ومساجدها والحمام القديم.