عدن - صالح المنصوب
يقضي معظم اليمنيين ساعات طويلة في مضغ العشب الأخضر "القات"، الذي يلتهم الوقت والمال معًا، ويحول اليمنيين إلى مدمنين له, حيث يأتي ذلك من باب الترويح على النفس وفق ما يسمونه, ويمتد لمدة طويلة قد تصل إلى أكثر من 10 ساعات, فيمضغونه في الفم بأنواعه المختلفة، ومنهم من يحصل عليه من حقله ويقوم آخرون بشرائه بمبالغ كبيرة. وأصبح القات مادة مهمة في المناسبات والأفراح وجزءًا رئيسيًا منها, لكن الكثيرون يتناولونه بكثرة, حتى أصبح طعامهم وشرابهم، بينما نصح الأطباء بالابتعاد عنه.
ويبدأ الشاب حزام عبده تناول "القات" منذ ساعات الصباح الباكر وحتى المساء, ومع مضغه لا يتناول وجبات الطعام إلا كرهًا، حتى إن جسمه أصبح نحيلاً ومنهكًا. وقال حزام إنه في حالة عدم تناوله يشعر بالضيق, وأثناء تناوله يشعر بالراحة مع "الكيف" وتناول المشروبات الغازية, وبعد الانتهاء يبدأ الشعور بالقلق ويصل إلى حد الجنون. وهكذا يقضي حزام يومه، ومثله كثيرون, وتضيع ملايين الساعات من اليمنيين وهم في مجالس "القات" بدون جدوى، قال الشاب عبد الله إن تناول "القات" أصبح أقرب طريقة للهروب والابتعاد عن القلق والشعور بالراحة, قائلاً: "لا يوجد بديل أو عمل يبعدنا عن القات, فالقات يبعدنا عن الاتجاه نحو المُسكرات والمخدرات". ويرى كثيرون أن القات أصبح ينتشر بكثرة ويهدر ملايين الساعات والريالات، وحتى المياه تُستنزف لري أشجاره بشكل كبير, ويتوسع هذا العشب الأخضر بشكل مخيف، وله أسواق في شتى محافظات الجمهورية, كما يدر دخلاً كبيرًا على المزارعين.