تونس – اليمن اليوم
أصبحت المرأة التونسية مركز اهتمام كبير، وتُعد وزيرة المرأة في الحكومة التونسية نزيهة العبيدي، من أبرز النماذج الناجحة، فترعرعت وهي تُشاهد والدتها وهي تحمل السلاح في معارك
تونس ضد الاستعمار الفرنسي، من أجل الدفاع عن حرمة الوطن، فنزيهة التي أينعت وسط عائلة مناضلة، كبر معها حب الوطن وباتت تبحث عن مجالات تفيد بها المجتمع، فانضمت خلال
سنوات دراستها إلى النشاط الطلابي، ثم إلى الحركات الكشفية، حتى وصلت إلى وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السّن.
وكشفت نزيهة في حوار صحافي، عن السياسة التي اعتمدتها تونس؛ لتأتي في المرتبة الـ19 عالميًا والأولى عربيًا في مجال القضاء على العنف ضد المرأة، قائلة، "وضعنا عام 2008
استراتيجية وطنية من أجل إصدار قانون لمناهضة العنف ضد المرأة، فكانت النتيجة أن تلقينا بلاغات من 40 ألف امرأة وطفل خلال عام واحد، كما أنشأت الدولة مراكز للإيواء والإحاطة
من أجل تأهيل المرأة نفسيًا، وتمكينها بعد التدريب والتأهيل بقروض مالية، حتى تتمكن من افتتاح مشروع يوفر لها الحماية المالية، كما وضعنا برنامج تأهيل نفسي للرجل أيضًا، إذ نسعى
لتأهيل الطرفين في ذات الوقت".
وأضافت "أن الجيد في ذلك على الرغم من هذا الرقم أن المرأة أصبحت تعلم أن عليها أن تثور على العنف، وألا تتعايش معه لتحفظ كرامتها وأبناءها، كما أن العنف المسلط على المرأة
والطفل هو ظاهرة تعانيها كل الدول، ومهما كانت الطبقات الاجتماعية ونسب التعليم المرتفعة، إلا أن العنف موجود منذ خلق البشر، وهو سلوك ينشأ لدى الفرد منذ الصغر، وما يهمنا في
الرقم ليس الرقم ذاته، بل الوعي الذي وصلت إليه المرأة التونسية".
وتحدَّثت عن أسباب ظهور العنف الأسري، موضحَّة "يقول المثل التونسي "المرأة اللي صبرت.. دارها عمرت"، أي أن الذاكرة الشعبية توصي المرأة بالصبر على العنف، لا أن ترفضه؛
وذلك حتى تضمن الاستقرار العائلي وعدم حدوث الطلاق، وهذا المثل وغيره كرس قلة الوعي لدى النساء، وهو ما شجع الرجل على التمادي؛ فلا هي ترى أنها مظلومة ولا هو يرى أنه
ظالم، والمرأة الشرقية تخشى الاعتراف بالعنف، والرجل يعتقد أنه بذلك يؤدب زوجته".
وكشفت الوزيرة نزيهة أن سبب عدم تولِّ المرأة التونسية مناصب سيادية، واكتفت بتولي الوزارات ذات الصبغة الاجتماعية والإنسانية، أن "المرأة التونسية قادرة على بلوغ أعلى
المناصب، والدولة حاليًا تنتهج مبدأ تكافؤ الفرص بين الطرفين في جميع الوظائف، وشخصيًا أرى أن وزارة المرأة التي أتولاها سيادية؛ لأنها تمس كل شرائح المجتمع، ولا أنظر إلى نفسي
كوزيرة ليس لي قرار، بل بالعكس أملك قرارًا كبيرًا يؤثر في المجتمع، من خلال دعم المرأة سواء في الحياة الاقتصادية أو الاجتماعية، ووضع البرامج والخطط التي تصب في خانة
المرأة ، كما أن وزارتي معنية بالطفولة وتهتم بالأسرة، فإذًا هي وزارة سيادية بامتياز".
وأعربت نزيهة عن تفاؤلها بمستقبل المرأة وحظوظها بالمشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية في نوفمبر / تشرين الثاني المقبل، وقالت، "متفائلة بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية،
لكن الإشكال يبقى في العقلية التونسية، فهل سيقبل المجتمع أن تحكمه امرأة، هذا سنعرفه لاحقًا، والمهم أن تشارك في الانتخابات وتتعرف إلى حظوظها، وفي المقابل بات المجتمع يعطي
المرأة ثقة كبيرة، إذ نشعر أن المرأة تحظى باحترام وتقدير كبيرين من طرف الشعب، كما أن هناك إرادة سياسية لأن يكون للمرأة وجود في الصفوف الأمامية لصُناع القرار".
ورفضت العبيدي أن تحتوي الدراما بصفة عامة على مشاهد فيها عنف وألفاظ سوقية، ويجب ألا يكون بطل العمل إنسانًا فاشلًا ومستهترًا وهامشيًا؛ لأن البطل يتحول سريعًا إلى قدوة في
ذهن المشاهد، فهذه النوعية من الدراما تهدم في لحظة ما تبنيه الدولة في مجال التربية والتعليم لسنوات، ولذلك أنا أرفض جميع الأعمال الدرامية التي تدخل غصبًا بيوت العائلات، وتحوي
مشاهد عنف وحوارات بذيئة، وللأسف مضامين بعض الأعمال الدرامية الرمضانية التي قدمت في هذا الموسم لا تمتُّ للمجتمع التونسي بصلة.
ويًذكر أن وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن في الحكومة التونسية، نزيهة العبيدي تخرجت في جامعة السوربون الفرنسية عام 1979، وأنجزت العديد من البحوث والدراسات في
مجال الحضارة العربية والإسلامية، وهي حاصلة على شهادات في علم النفس الاجتماعي، وعلم نفس الطفل، وعلم الاجتماع العام والأنثروبولوجيا في اللغات السامية المقارنة، وعلوم
الاتصال، وتاريخ الفكر السياسي العربي المعاصر
وقد يهمك ايضا
نزيهة العبيدي تؤكد أهمية التناصف في تولي النساء مواقع صنع القرار
وزارة الشؤون الاجتماعية التونسية تسعى الى تعجيل إجراءات التبني لحل الأزمة