الدار البيضاء - جميلة عمر
عرضت جمعية "إنصاف" أمس الأربعاء في أحد فنادق الدار البيضاء كتابًا يتضمن دراسة تعرض معاناة النساء العازبات في دول المغرب العربي بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة العنف ضد النساء.
وأوضحت رئيسة الجمعية بوشرى أغياتي لـ "العربي الجديد" عقب عرض الكتاب، وعن سؤال حول عرض هذا الكتاب والفحوى منه؟ "أن الغرض من هذا العرض هو إعطاء إحصائيات حول الأمهات العازبات في المغرب العربي، وما يعانينه هؤلاء الأمهات التي تتكاثر بشكل ملحوظ.
وأضافت اغياتي "أن المجتمع يتعامل مع الظاهرة بنوع من التجريم الكبير على اعتبار أن الأمر بمثابة "جريمة لا تغتفر" في حين أن غالبية العلاقات تنشأ في بداية الأمر بمعرفة من أفراد أسرة وعائلة المرأة، ثم تكون هناك خطوبة تنتهي بعلاقة جنسية يعقبها حمل، ليتم التعامل مع الفتاة الحامل خارج مؤسسة الزواج وكأنها مجرمة في حق المجتمع، في حين أنها ضحية شخص غرر بها أو وثقت به الفتاة قبل أن تصير أمًا عازبة".
وأوضحت السيدة بشرى حول ما تم التصريح به خلال الندوة أن الأمهات العازبات تلقين دعمًا من جمعية "إنصاف" خلال عام 2014 "إن الأم العازبة في بلدان المغرب العربي لا تتلقى بمعية طفلها أي مساعدة أو دعم نفسي، بالرغم من حاجتها الماسة إلى ذلك"، مشددة بأن جمعية "إنصاف"، باعتبارها مؤسسة وطنية غير ربحية، تعمل منذ تأسيسها عام1999 على مساعدة النساء في وضعية صعبة، لتحوز عام 2002 صفة المنفعة العامة.
وأشارت بوشرى أغياتي، إلى أن السياسات العمومية في المغرب لا تسمح بزواج الشباب في سن مبكرة أو للشباب بفتح بيوت جديدة بالنظر للوضع الاقتصادي الهش لغالبية الأسر، مضيفًة أنه في وقت يجرم فيه القانون إقامة أية علاقة جنسية خارج مؤسسة الزواج، فإن الشباب من الجنسين يجدون أنفسهم أمام تحديات الحياة اليومية ليظل الزواج حلما مؤجلا لحين تحسن أوضاعهم الاقتصادية.
يذكر أن عدد الأمهات العازبات اللواتي استقبلتهم الجمعية خلال العام الماضي 3496 أم عازبة،60 في المائة من هذه الحالات آتية من خارج الدار البيضاء.
ولفتت أغايتي إلى أن جمعية "إنصاف" علمت منذ أعوام، من أجل الدفاع عن حقوق الأمهات العازبات، والأطفال المولودين خارج إطار الزواج، بمساعدة شركاء في القطاع الصحي والإداري في عدد من المؤسسات العمومية إلى جانب المهتمين بشؤون المرأة والطفل.
ورافقت "إنصاف" خلال عام 2014، 460 أم عازبة في تسعة مستشفيات في الدار البيضاء، وتمكنت من توفير الوثائق لأكثر من 280 طفل، إلى الاعتراف بالزواج لفائدة 56 أم عازبة.