القدس - اليمن اليوم
قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، مساء اليوم السبت، "إننا قدمنا كل الفرص للإدارة الأميركية لصنع السلام لكنها اختارت الاحتلال".
وأضاف عريقات، في مداخلة له بالمؤتمر السنوي للجامعة الأميركية الذي يعقد تحت عنوان: "في ظل المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية... فلسطين إلى أين"، أنه لا يوجد حاليا شريك إسرائيلي للسلام ونتنياهو لا يؤمن بحل الدولتين وهو يمكنه أن يصنع نظام الدولة الواحدة بنظامين تقوم على الفصل العنصري، بالاستفادة من التغير في الولايات المتحدة والانقسام في فلسطين.
وتابع "أن الدولة التي تتجاهل الحقائق فإنها لن تصنع الصحيح، فحكومة إسرائيل تبذل كل الجهود لإبقاء غزة منفصلة عن الضفة الغربية، وقد توقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية عام 2014 عندما وقعنا اتفاقا للمصالحة، وهم بذلك يريدون أن يقتلوا المشروع الوطني الفلسطيني بإبقاء الانقسام تحت كل الظروف".
وأضاف "أنه لا يوجد شريك للفلسطينيين في الولايات المتحدة، فقد التقينا مع إدارة ترمب وكان لدينا 35 لقاء معهم وقدمنا كل الفرصة لهذه الإدارة للمحافظة على حل الدولتين، وأن نصل إلى اتفاق وفق القانون الدولي لتقام الدولة الفلسطينية وتكون القدس الشرقية عاصمتها إلى جانب إسرائيل، لكنها رفضت".
وأوضح عريقات أن "الإدارة الأميركية استخدمت كل ما في جعبتها من خلال قطع المساعدات عن شعبنا وتقليص مساعدات الأونروا، وإغلاق مكتب منظمة التحرير، والآن ما يقوم به السيد كوشنير هو الخطوة الثانية لإملاء صفقة القرن، ويعتقدون أن القدس ليست على الطاولة وقد حان الوقت لإنهاء القضية الفلسطينية، ويقولون للدول المضيفة إنهم سيدفعون لها ما كانوا يدفعونه للأونروا من أجل إنهاء قضية اللاجئين، وهم يعتقدون أن بإمكانهم أن يملوا ذلك عليها، ويريدون أن يغيروا النظام في الضفة الغربية ولكنهم سيفشلون"، مشيرا إلى أن "غرينبلات نشر مقالا تحدث فيه بصراحة عن أن الفلسطينيين يجب أن يكون لهم قيادة جديدة".
وأردف أن "ما يجري حاليا هو دفع شعبنا لفوضى، ويعتقدون أنه بإمكانهم إملاء حل، ونحن في القيادة الفلسطينية سنقول لهم إنه رغم عدم وجود جيش لنا، ورغم متاعب الانقسام ومواجهة احتلال عنيف، لكننا لن نوافق على صفقة القرن، وإدارة ترمب اختارت أن تفقد أهليتها ولن تكون راعية لعملية السلام".
وأشار عريقات إلى أن الولايات المتحدة اختارت الجانب الخاطئ من التاريخ بقيادة نتنياهو، ولأول مرة الولايات المتحدة ليس لديها سفراء في تل أبيب والأمم المتحدة، ففريدمان وهيلي يفتقدان للأخلاق الدولية.
وقال:"إننا كفلسطينيين نرفض ما يطرحه الأميركيون بأن القدس ليست على الطاولة والأمن بيد الإسرائيليين في دولة محدودة يعرضونها"، مضيفا أن الأميركيين بعد أن قطعوا 70% من المساعدات عن قطاع غزة تتجه إدارة ترمب لإقامة دولة فلسطينية فيه، وإبقائه مفصولا عن الضفة الغربية حتى يقيمون فيه دولة محاصرة تسمى "دولة غزة"، مؤكدا "أننا سنواصل الثبات والتمسك بأسس القانون الدولي وما أٌقره المجتمع الدولي من مرجعية لعملية السلام".
وتابع: "سنتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية ضد الاحتلال، ومن يقلق من محكمة الجنايات الدولية عليه ألا يقترف الجرائم بحق الإنسانية، فمن سجن عهد التميمي وقتل الممرضة رزان النجار عليه أن يعرف أن مصيره المحاكمة."
وأوضح عريقات أن المطلوب من الاتحاد الأوروبي هو إعطاء الشعب الفلسطيني التزاما بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، "لأن من يؤمن بحل الدولتين عليه الاعتراف بالدولتين".
وقال إن "نظام الفصل العنصري في دولة واحدة هو خيار نتنياهو وهناك بعض الفلسطينيين ينادون بحل الدولة الواحدة وحقوق متساوية للجميع ولكننا لا نقبل ذلك، لأن الاحتلال يفسد كل شيء، وإسرائيل تستخدم كل الحيل لتبرير الاحتلال والآن تستخدم كل الحيل من أجل القتل، فلا يوجد فرق بين من قتل باسم داعش ومن حرق عائلة دوابشة في دوما بنابلس".
وبين عريقات "أن ما يجري حاليا من فراغ متعلق بالمفاوضات قد يقود إلى دورة من العنف، وإسرائيل ستواصل ارتكاب الجرائم ضد المتظاهرين السلميين خاصة في غزة"، مشيرا إلى أن "وزير جيش الاحتلال قال إنه لا يوجد أي شخص بريء في غزة وهي بطاقة خضراء لقتل الجميع هناك".
وأوضح أن "الشيء الأول من أجل الوقوف في وجه صفقة القرن ومواجهتها هو إنهاء الانقلاب، وعلى حماس العمل على إنهائه، فنحن نطلب من حماس أن تمكن حكومة الوفاق الوطني وأن نذهب لانتخابات عامة، وهي الطريقة الوحيدة لهزيمة إملاءات ترمب، لأن ما يساعد نتنياهو وترمب هو استمرار الانقلاب في غزة".
وأكد أنه "لن يكون هناك دولة في غزة ولن يكون هناك دولة دون قطاع غزة، وسنواصل العمل مع كل من يؤمن بحل الدولتين وبالشرعية الدولية من خلال المفاوضات، وسنواصل البحث عن الحماية الدولية لشعبنا وتشكيل لجنة تحقيق في مجلس حقوق الإنسان".
وقال عريقات: "نحن نفكر بجدية في الانضمام للمزيد من المنظمات الدولية والوكالات المتخصصة، وسنتوجه لمحكمة الجنايات الدولية لتفتح تحقيقات، ليعيش شعبنا مثل بقية الشعوب الأخرى، ونطلب من المجتمع الدولي أن يخضع إسرائيل للمساءلة، وهذه هي الطريقة من أجل وضع حد للاحتلال".