قوات الاحتلال الإسرائيلي

أصيب ثلاثة مواطنين بينهم مصور صحفي بجروح، والعشرات بالاختناق إلى جانب اعتقال أحد المتضامنين الأجانب، خلال قمع قوات الاحتلال الاسرائيلي، لمسيرة سلمية انطلقت عقب صلاة الجمعة، دعت إليها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، لمناسبة الذكرى الـ 13 لانطلاق المقاومة الشعبية في قرية بلعين غربي رام الله.

وأفادت مراسلة "وفا" بان قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين لدى اقترابهم من بوابة الجدار العنصري المقام على أراضي القرية، ما أدى الى اصابة 3 مواطنين بجروح بينهم المصور الصحفي عصام الريماوي والذي يعمل في وكالة الأنباء التركية "الأناضول"، فيما كانت إحدى الاصابات بقنبلة غاز مباشرة في الوجه، إضافة الى اصابة العشرات بالاختناق.

وقبيل بدء المسيرة، عرضت اللجنة الشعبية في القرية مجموعة صور التقطت خلال الـ13 عاما الماضية، إضافة إلى مجسم كبير يحمل الرقم 13، في إشارة إلى عمر المقاومة الشعبية في بلعين، مرفوعا على شاحنة زينت بالقنابل الصوتية والغازية التي أطلقها الاحتلال تجاه المواطنين، خلال قمعه مسيرات القرية الأسبوعية.

كما جسد أحد الشبان شخصية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ملفوفا حول عنقه حبل، كذلك أطلق أطفال القرية بالونات علقت عليها صور شهداء وأسرى المقاومة الشعبية في القرية.

وجابت المسيرة التي شارك بها العشرات من أهالي بلعين إلى جانب عدد من المتضامنين الأجانب، شوارع القرية، حيث رفعوا خلالها العلم الفلسطيني، صور الشهداء الذين ارتقوا خلال دفاعهم عن قريتهم، كذلك صور الأسرى.

وما إن وصل المشاركون إلى بوابة الجدار المقام على أراضي القرية، حتى سارعت قوات الاحتلال إلى إطلاق وابل من الغاز المسيل للدموع، كما اعتدت بالضرب المبرح على المتضامنين الأجانب قبل أن تعتقل أحدهم.

وقال الناشط في المقاومة الشعبية صلاح الخواجا، "إن شعبنا يحيي اليوم مرور 13 عاما على نضال لم يتوقف، حيث وفي كل يوم جمعة يخرج أهالي بلعين للدفاع عن قريتهم، حتى باتت تشكل نموذجا في المقاومة الشعبية".

وأضاف "أن كل النماذج من القرى والبلدات التي خاضت المقاومة الشعبية أثبتت أنه يمكنها الرد على عدوان الاحتلال، ومعظمها نجحت في استعادة أراضيها التي صادرها الاحتلال تحريرها مثل قرى جيوس وبدرس وبلعين".

وأضاف "ان المقاومة الشعبية في بلعين جاءت للدفاع عن أراضيها التي كان يحاول الاحتلال الاستيلاء عليها لصالح بناء الجدار العنصري، حيث كانت هناك محاولة للاستيلاء على أكثر من 6 آلاف دونم، رغم أن هناك آلاف الدونمات تعود ملكيتها لأهالي القرية، تم الاستيلاء عليها قبل بناء هذا الجدار لصالح إقامة مستوطنة "كريات سيفر".

وأشار إلى أن الكفاح الشعبي وصمود أهالي بلعين إلى جانب الضغط القانوني استطاع تحرير 1300 دونم، معتبرا أنه يجب تعزيز هذا النموذج وتوحيد كل اللجان الشعبية وهذا يحتاج إلى إرادة سياسية تصعد المقاومة الشعبية.

ولفت إلى أنه ومنذ 13 عاما، ارتقى على أرض بلعين شهيدان وهما الشهيدة جواهر أبو رحمة وشقيقها باسم أبو رحمة، إلى جانب العشرات من الإصابات من بينهم 4 شبان تسبب الرصاص بإعاقتهم حركيا، كذلك فقد اعتقل الاحتلال العشرات من أبناء بلعين، معظمهم أمضوا سنوات في سجون الاحتلال بسبب المشاركة في المسيرات الشعبية.

وبين ان الاحتلال يضيق الحياة على أهالي القرية من خلال منع العديد من المواطنين من السفر لسنوات طويلة، لكن خروجهم في كل جمعة للتظاهر والاحتجاج يثبت أن كل تلك الإجراءات لم تمنع بلعين من أن تكون نموذجا في المقاومة الشعبية.

من ناحيته، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، "إن المقاومة الشعبية حققت نجاحات كبيرة، فهي أجبرت الاحتلال على إزاحة مسار الجدار الذي كان سيقضم أراضي القرية، كذلك في العديد من القرى والبلدات الأخرى مشيرا إلى انا تحتاج لتنظيم أكبر بحيث تصبح نمط حياة".

وأوضح أن المقاومة الشعبية لا تقتصر على المظاهرات والمسيرات بل أيضا يجب تفعيل حركة مقاطعة إسرائيل وبضائعها ومحاصرتها من مختلف المجالات، معتبرا أن الأهم أن نعمل على تغيير ميزان القوى والسلاح الأنجح يكمن في الكفاح الشعبي والمقاطعة.