جهاز الشرطة الفلسطينية

يصادف اليوم الأحد ذكرى مرور 24 عاما على تأسيس جهاز الشرطة الفلسطينية، ففي الأول من تموز عام 1994 جاء القرار باعتبار هذا التاريخ يوما وطنيا للشرطة الفلسطينية يحتفل به سنويا.

 وقال المتحدث باسم الشرطة العقيد لؤي ارزيقات، لـ "وفا" إن الأول من تموز عام 1994 كان يوما تاريخيا صدر فيه المرسوم الرئاسي من الشهيد الراحل أبو عمار، بتأسيس الهيئة المدنية وتأسيس أول جهاز للشرطة الفلسطينية واعتبر هذا اليوم يوم الشرطة.

واستعرض ارزيقات الظروف التي رافقت قرار التأسيس، عندما عادت القوات الفلسطينية لأرض الوطن على رأسها الشهيد ياسر عرفات فكان لا بد من تأسيس جهاز الشرطة، وكانت الخبرات قليلة فتم الاستعانة بالأشقاء العرب والدول الصديقة، للمساعدة في إعداد وتدريب النواة الأساسية للجهاز، ولكن طموحنا كان يتجه بأن يكون الفعل والإعداد فلسطينيا، فكان هنالك مسعى لإنشاء كلية للشرطة في فلسطين، وفي عام 1994 ترجم هذا الطموح إلى واقع وتم إنشاء كلية فلسطين للعلوم الشرطية في مدينة أريحا على مساحة 88 دونما.

وتابع أن جهاز الشرطة شهد تطورا مستمرا من حيث الأدوات والأساليب والتخصص، فقد تم إضافة العديد من الأقسام والوحدات الجديدة لتلبية الاحتياجات المجتمعية، من أهمها ما خصص للاهتمام بالطفل الفلسطيني من خلال وحدة حماية الأسرة والأحداث، وتأسيس وحدة مكافحة الجريمة الالكترونية، ووحدة هندسة المتفجرات لمتابعة الأجسام المشبوهة، بالإضافة إلى الأقسام الرئيسية المباحث لمتابعة القضايا المجهولة وإدارة مكافحة المخدرات، وشرطة السياحة والآثار التي تؤمن الوفود السياحية والوفود الأجنبية والأماكن السياحية.

وبين أن الشرطة الفلسطينية أمنت دخول أكثر من مليوني سائح أجنبي ومحلي، وساهمت في المحافظة على السائحين والأماكن التراثية والأثرية، وقسم إدارة الحراسات التي تؤمن حراسة المنشآت والوفود الدبلوماسية، وكذلك الشرطة الخاصة، بالإضافة إلى شرطة المرور التي تتابع حركة السير وحوادث السير، مشيرا إلى أنها تابعت أكثر من 6 آلاف حادث سير في 6 أشهر، وفحصت أكثر من 154 ألف مركبة منذ بداية العام.

ونوه ارزيقات إلى جهاز المباحث الذي يعمل على مكافحة الجريمة قبل وقوعها، وجرائم القتل، التي سُجل تراجع كبير فيها عن الأعوام الماضية.

وقال ارزيقات: "بعد مرور 24 عاما على تأسيس الشرطة نفتخر بتعاون المواطن وبثقته بجهاز الشرطة والمؤسسة الأمنية"، مؤكدا أنه لا يمكن تحقيق الأمن والكشف عن الجرائم دون مساعدة المواطن وتعاونه.

وبين أن 57 أسرة أبلغت الشرطة عن أبنائها الذين يتعاطون المخدرات، مبينا أن هذا تطور نوعي وحضاري وثقافي في وعي المواطن وتعاونه مع الشرطة.

وأضاف أنه رغم النقص الحاد في الكادر البشري والإمكانات في الجهاز، إلا أن الإنجازات كبيرة إذا ما قورنت بأعداد الشرطة والحاجة لأفراد جديدة وإمكانات أكبر.

الكادر النسوي في الشرطة

وأشار ارزيقات إلى أنه رغم نقص الكادر النسوي في الجهاز، إلا أنهن تقلدن مناصب عليا ومنهن من تدير إدارات، كإدارة حماية الأسرة والأحداث ، وبعضهن استلم إدارة سجن الأحداث ومركز إصلاح وتأهيل، الأمر الذي يدل على اهتمام قيادة الشرطة بالعنصر النسوي .

الانضمام إلى الانتربول

وقال ارزيقات إن من أهم التطورات التي حصلت العام الماضي، وبعد مسيرة طويلة وإجراءات من القيادة السياسية، هي قبول عضوية فلسطين في منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الانتربول) بموافقة الأغلبية، الأمر الذي سيساهم في ملاحقة الخارجين على القانون والجرائم المالية والمخدرات وإعادتهم لمحاكمتهم داخل الوطن.

علاقة الشرطة بالمواطن والإعلام

وتابع أن علاقة الشرطة مع الإعلام متطورة وهنالك تواصل يومي ولحظي وآني، وأصبح هنالك طرق سهلة لإيصال المعلومة للإعلام وأخبار الشرطة من خلال العلاقات العامة، وقيادة الشرطة، وهنالك اهتمام بهذا الجانب .

تطور ملحوظ في الـ10 سنوات الأخيرة

وأشار ارزيقات إلى أن جهاز الشرطة شهد خلال العشر سنوات الأخيرة تطورا ملحوظا في ظل قيادة اللواء حازم عطا الله الذي عمل على تأسيس العديد من الإدارات والأقسام وفقا لمتطلبات وحاجة المجتمع الفلسطيني، خاصة المختبر الجنائي الذي يساهم في تحقيق العدالة من خلال الأدلة الجنائية وكذلك وحدة حماية الأسرة والأحداث، ووحدة مكافحة الجريمة الالكترونية، من أجل مواكبة تطور هذا النوع من الجرائم بعد الانتشار الكبير للانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، إضافة لوحدة النوع الاجتماعي وحدة الخيالة، الأمر الذي كان له الأثر الكبير في منع الجريمة قبل وقوعها، وسرعة كشف الجريمة بعد وقوعها.

وقال ارزيقات إن الشرطة تعمل على تطوير أدائها من خلال الدورات والخبرات التي تقدم لضباطها وعناصرها، بإشراف قيادة الشرطة وعلى رأسها اللواء عطا الله.

وبين أن عدد أفراد الشرطة بلغ 8 آلاف ضابط، وضابط صف وفرد، ونحن بحاجة إلى 3500 عنصر جديد لسد النقص في الكادر البشري.

ـ