دمشق ـ اليمن اليوم
وجه الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين انتقادات حادة الى فرنسا التي اتهمها بـ"دعم الارهاب"، معتبراً أنه "لا يحق لها التحدث عن السلام" في بلاده، على خلفية مواقف عدة صدرت من باريس اتهمت دمشق بعرقلة جهود تسوية النزاع.
وقال الأسد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عقب لقائه وفداً روسياً في دمشق "فرنسا كانت منذ البداية رأس الحربة بدعم الارهاب في سوريا ويدها غارقة بالدماء السورية منذ الأيام الأولى، ولا نرى أنهم غيروا موقفهم بشكل جذري حتى الآن".
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا، أعلنت فرنسا دعمها للمعارضة السورية وطالبت مرات عدة بتنحي الاسد عن السلطة، وقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق. وإثر الاعتداءات التي استهدفت باريس في العام 2015، تراجعت حدة الموقف الفرنسي من النظام السوري بعدما باتت اولوية باريس محاربة التنظيمات الجهادية في العراق وسوريا.
واعتبر الأسد أن الفرنسيين "ليسوا فى موقع أو موقف يقيم مؤتمراً يفترض بأنه مؤتمر للسلام" مشدداً على أن "من يدعم الارهاب لا يحق له أن يتحدث عن السلام، عدا عن أنه لا يحق لهم أن يتدخلوا في الشأن السوري أساسا".
وتأتي تصريحات الأسد غداة اعتبار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن "المطلوب اذن التحدث الى بشار ومن يمثلونه"، مشدداً على أن هذا لن يعفيه "من أن يحاسب على جرائمه أمام شعبه، أمام القضاء الدولي".
وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان على دور فرنسا منذ الايام الأولى لتشكيل التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال لودربان للصحافيين خلال زيارته واشنطن "السيد بشار الاسد حقا لا يبدو في موقع قوة لاثبات موقف سياسي طالما انه لا يزال يعتمد على ايران وروسيا".
واضاف ان النظام السوري لا "دروس" لديه ليعطيها لباريس.
وتابع "انه التحالف الذي مهد الطريق للنصر".
وأسف المبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس لـ"اضاعة فرصة ذهبية"، منتقداًً رفض الحكومة السورية التحاور مع المعارضة.
وتعول دمشق على مؤتمر حوار سوري تعتزم موسكو تنظيمه في سوتشي في الشهرين المقبلين، من دون تحديد موعده، الأمر الذي تعتبره المعارضة السورية وقوى غربية محاولة "التفاف" على مسار جنيف.
وقال الأسد في تصريحاته الاثنين "في جنيف الأشخاص الذين نفاوضهم لا يعبرون عن الشعب السوري، لا يعبرون ربما حتى عن أنفسهم في بعض الحالات. الجانب الآخر هو أننا في سوتشي وضعنا محاور واضحة لها علاقة بموضوع الدستور وبما يأتي بعد الدستور من انتخابات وغيرها".
وعلى غرار جولات التفاوض السابقة، اصطدمت الجولة الأخيرة بتباين وجهات النظر ازاء مصير الأسد. إذ تتمسك المعارضة في مواقفها المعلنة، رغم الضغوط الدولية عليها، بتنحيه مع بدء الانتقال السياسي، فيما ترفض دمشق خوض أي مفاوضات مباشرة ما لم يتم التخلي عن هذا المطلب.