الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن مدينة القدس مدينة مقدسة اجتمعت فيها العديد من العوامل التي بوأتها مكانة عالية في قلب كل مسلم، باعتبارها المدينة التي خصها الله تعالى بجعل مسجدها الأقصى مسرى لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهو أحد ثلاثة مساجد لا تشد الرحال للصلاة إلا إليها.. مفندا دعاوى اليهود بالاستناد إلى نصوص من أسفار التوراة لإثبات أحقتهم في الأرض الفلسطينية بأنها باطلة.

وشدد الطيب - في حديثه علي القناة الفضائية المصرية، والذي نقله بيان لمشيخة الأزهر اليوم /السبت/ - على ضرورة تعريف أبنائنا في الإبتدائي والإعدادي والثانوي والجامعة بقضايا القدس أو قضايا فلسطين، لأن هذه القضايا بالنسبة لهم قضايا مجهولة وتاريخها مجهول حيث لا يوجد مقرر واحد يركز على هذا المكان المقدس الذي أهمل تماما.

وقال "إن القدس والمسجد الأقصى على نفس قدر قدسية وتعظيم المسجد الحرام والمسجد النبوي، وكما يجوز للمسلم أن يرحل إلى مكة للصلاة بالمسجد الحرام وإلى المدينة للصلاة بالمسجد النبوي، يجوز له أن يرحل للصلاة بالمسجد الأقصى.. ولا يفهم من ذلك، كما يفهم النصيون والحرفيون، أنه لا تشد الرحال لزيارة قبور الصالحين، فشد الرحال للصلاة والعبادة شئ وشد الرحال للزيارة والاعتبار شيء آخر.. فالحديث لا يؤخذ منه تحريم شد الرحال للزيارة، وإلا كان يمنع من شد الرحال مطلقا".

وأضاف أن التاريخ يكذب مزاعم اليهود في إعلامهم وأدبياتهم بشأن حقهم فى القدس؛ فقد ثبت تاريخيا أن العرب اليبوسيين هم أول من استوطن هذه المدينة، وسميت باسمهم "يبوس"، وهم من بطون العرب الأوائل، الذين نشأوا في صميم الجزيرة العربية ثم انتقلوا إلى مدينة القدس، كما سميت بأرض كنعان.. والكنعانيون عرب كذلك، وكان ذلك قبل سنة 3 آلاف من الميلاد، ثم دخلت في حكم بني إسرائيل على يد داود عليه السلام عندما غزا هذه المدينة في القرن العاشر قبل الميلاد.

وأشار الطيب إلي أن عمر عروبة مدينة القدس يزيد الآن على 6 آلاف عام، وظل الوجود العربي متصلا عبر هذا التاريخ، بينما الوجود اليهودي في عهدي داود وسليمان لم يتعد 415 سنة.. لافتا إلي أن هذه المدة بالنسبة لـ6 آلاف سنة قبل الميلاد حتى الآن لا تساوي شيئا بما يعني أن إدعاء اليهود بأحقيتهم في القدس إدعاء باطل، وهم يعلمون هذا الكلام، ومن أجل ذلك هم يزيفون الحقائق والتاريخ حيث لا مستند لهم إلا التزييف.

وأوضح فضيلة شيخ الأزهر أن استناد اليهود إلى نصوص من أسفار التوراة لإثبات أحقيتهم في الأرض الفلسطينية، تبطله الأدلة الباطلة التى يروجون لها.