بيروت - فادي سماحة
أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن "حزب الله عدّل في خطه السياسي، بعد توقيع وثيقة التفاهم معه في شباط "فبراير" 2006، وأكد احترامه السيادة اللبنانية"، وقال إن "الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصر الله قال في إحدى خطبه إن حزب الله تراجع عن مشروع إنشاء جمهورية إسلامية في لبنان".
ولفت عون في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عشية زيارته باريس الأحد، إلى أنه وقّع وثيقة التفاهم "لأنني كنت أفتش عن التوازن، هناك في بعض الأحيان داخل العالم السنّي اتجاهات لدى البعض للسيطرة، وعلى أي حال، لم يكن الأمر مسألة تحالف إنما وثيقة تفاهم"، وأشار إلى أن "اللبنانيين كانوا في حال انقسام شديد واستنادًا إلى ورقة التفاهم التي وقعناها تمكنا من حماية لبنان من صراع داخلي، وبكل صدق يمكنني القول إنني أنقذت الدولة".
وقال "في التفاهم نقاط عدة منها أن على اللبنانيين أن يعالجوا مشاكلهم الداخلية من طريق الحوار، وأن الديموقراطية التوافقية يجب أن تعود أساسًا للنظام السياسي وأن الأفرقاء في الاتفاق يلتزمون احترام كل مادة من مواد ومبادئ الدستور والميثاق الوطني".
وأكد أنه يتواصل مع السيد نصر الله عندما يرى ذلك ضروريًا "ولكن ليست هناك لقاءات مباشرة منذ انتخابي رئيسًا"، وعن الكسب من هذا التفاهم، قال: "القانون الانتخابي الذي تم اعتماده والقائم على النسبية يضمن تمثيلًا عادلًا للجميع، كما نجحنا في حماية لبنان من قوة تأثير المال في السياسة اللبنانية وسمحنا للبنانيين في الخارج بممارسة حقهم في الاقتراع. هذا كله تم وأصبح في إمكانهم الاقتراع ابتداءً من 2022"، وعن سبب عدم مطالبته "حزب الله" بنزع سلاحه، أجاب أن الحزب "لا يستخدم أسلحته في السياسة الداخلية، وهذه الأسلحة ليست إلا لضمان مقاومتنا للكيان الإسرائيلي الذي لا يزال يحتل جزءًا من أرضنا وهي نحو 30 كلم مربع في مزارع شبعا رافضًا تطبيق واحترام قرارات الشرعية الدولية ومنها ما ينص على حق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم".
وشدد على "أننا لا يمكننا أن نمنع حزب الله من سلاحه طالما أن إسرائيل لا تحترم قرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة"، وعما إذا كان تسليح المسيحيين يفرض نفسه، قال: "لا، نعمل على دعم الجيش لحماية البلاد".
وقال إن القادة العرب الذين التقاهم منذ انتخابه رئيسًا "أكدوا تمسكهم بالوجود المسيحي في الدول العربية وفي لبنان الذي ظل ينعم بالاستقرار طوال فترة الحرب التي اندلعت في سورية على رغم الخطابات الملتهبة".
وأوضح أن الاستراتيجية اللبنانية حيال الحرب في سورية هي "الحفاظ على حدودنا اللبنانية لحماية أنفسنا من التطرف والنأي بالنفس عن المسائل السياسية الداخلية لسورية"، ولفت إلى أنه "سيطلب من الرئيس ايمانويل ماكرون أن يضاعف التعاون الثقافي والإداري والعسكري".