بيروت - اليمن اليوم
رأت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أثارت موجات صدمة في لبنان الذي يجاهد للحفاظ على استقراره في وقت انزلقت المنطقة إلى الفوضى.
ويعكس قرار الحريري الذي أعلنه من الرياض في بيان اتهم فيه إيران بالتدخل في شؤون المنطقة وأكد فيه قلقه على أمنه الشخصي، تفاقم التنافس السعودي-الإيراني في المنطقة.
وكان الحريري كُلف تشكيل الحكومة في أواخر 2016، في إطار حكومة وحدة وطنية ضمت حزب الله، الحليف الأبرز لطهران والذي ورط لبنان في تداعيات الحرب السورية بتدخله فيها مباشرة.
حزب الله
ويقول الباحث إميل حكيّم من معهد الدراسات الاستراتيجية أن "استقالة الحريري من الرياض ذات دلالات. تخيلوا كيف يشعر جمهوره في لبنان وهو يشاهد ذلك.. من المغري جداً القول إن السعوديين أرادوا التصعيد وأخذ البلد إلى شفير الحرب، ولكن الحقيقة هي أن البلد كان ينزلق سريعاً صوب الهاوية. حكومة الحريري كانت تفقد السيطرة على سياستها الخارجية ومسائلها الأمنية.. كان الحريري يُستخدم غطاء لحكومة يسيطر عليها حزب الله"
وفي رأي المعارضين أن الحريري أتاح لحزب الله توسيع نفوذه داخل الحكومة في الوقت الذي زادت قوته العسكرية انتشارها في سوريا بمحاربتها الى جانب قوات الرئيس السوري بشار الاسد.
التهديدات
وأُثارت استقالة الحريري مخاوف من حرب بين إسرائيل وحزب الله، وزادت التهديدات التي قد يواجهها لبنان في حال حصول الحرب.
وأكد سياسيون لبنانيون أن قرار الحريري لم يكن متوقعاً حتى بين أقرب مستشاريه.
ومن شأن الاستقالة إعادة البلاد إلى الفراغ السياسي، بعدما أنهى العام الماضي شغوراً رئاسياً استمر 29 شهراً وزادت المخاوف لدى اللبنانيين حيال استقرار الليرة اللبنانية، وتداعيات هذه الخطوة المفاجئة على استقرار الوضع النقدي والمصرفي.
حرب بين إسرائيل وحزب الله
وتقول الصحيفة البريطانية إن الاستقالة تزيد خطر حرب بين إسرائيل وحزب الله، وتعرض لبنان لتداعيات. ويقول منتقدو الحريري إنه سمح لحزب الله بتعزيز نفوذه داخل الحكومة وفي الوقت نفسه توسيع قوته العسكرية في سوريا بقتاله إلى جانب الرئيس السوري بشار الاسد في الحرب الأهلية.
النأي بالنفس
وسعى لبنان إلى النأي بنفسه عن النزاع السوري، وخصوصاً أنه خرج للتو من حرب أهلية استمرت 15 سنة. ويخشى أن تؤدي استقالة الحريري إلى زعزعة الاستقرار في البلاد وقت كان اللبنانيون يأملون في مواجهة اقتصاد متداعٍ بعد سنتين من فراغ رئاسي وحكومة عاجزة وأزمة سياسية حادة بسبب الحرب السورية.