بيروت - اليمن اليوم
ندد المجلس النيابي اللبناني بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده اليها، مطالبًا بـ "أوسع تحرك عربي وإسلامي ودولي لإحباط مفاعيل هذا القرار الذي لا يخدم السلام والقرارات المتخذة في العملية".
وأعلن رئيس المجلس، نبيه بري، في البيان الصادر عن الجلسة البرلمانية الاستثنائية التي عقدت الجمعة، أن المجلس "يعتبر أن القرار الأميركي يقود إلى الحروب ويشكل غطاء للعدو الإسرائيلي وعدوانيته ويعزز التوطين وتذويب الشعب الفلسطيني، ويدين هذا القرار واستمرار مشاريع الاستيطان الإسرائيلية، ويؤكد دعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومته ونضاله ضد العدو الإسرائيلي مع حقه في العودة".
ودعا إلى "توجيه كل الجهود العربية والإقليمية في سبيل نيل الفلسطينيين كل حقوقهم"، وشدد على أن "بناء السلام في الشرق الأوسط ينطلق من حق الفلسطينيين بالعودة وتقرير المصير وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس". كما دعا إلى "إبلاغ هذه التوصية إلى الإدارة الأميركية باسم الشعب اللبناني".
وكان بري افتتح الجلسة بقوله إن قرار ترامب "تمهيد ضروري بالنسبة إليه لصفقة العصر الهادفة لتهويد كل فلسطين وتثبيت التوطين بعد الاستيطان"، وقال: "من يتجرأ على القدس يتجرأ على المسجد الأقصى وعلى كنيسة القيامة وبالتالي على لبنان". وأعلن عن "انعقاد مجلس رؤساء اتحاد البرلمانات العربية لدعم القدس الأربعاء المقبل في المغرب".
وفي المداخلات، رأى الرئيس نجيب ميقاتي أن "ما حصل سببه أننا حين أسقطنا قضية فلسطين من قاموسنا العربي شرعنا الباب أمام الصراعات الهامشية، والتدخلات الخارجية"، كما أكد إبراهيم كنعان أن "القدس تحتاج إلى أفعال والدفاع عنها واجب عالمي". وسألت ستريدا جعجع: "هل يمكن الكلام عن دور أميركي في عملية السلام بعد هذه الخطوة التدميرية لعملية السلام والتأجيجية لمشاعر المسيحيين والمسلمين؟".
ودعا نائب "الجماعة الإسلامية" عماد الحوت إلى استدعاء السفيرة الأميركية، وإبلاغها مقاطعة الإدارة الأميركية حتى التراجع عن القرار العدواني ضد القدس". وأكد جورج عدوان أن " القدس هي الرمز والقضية ونحذر من إسقاط الرمز فتسقط القضية، ولا مفاوضات من دون القدس"، فيما أكد بطرس حرب، أن "لبنان يرفض بالمطلق أي طرح، يرمي إلى تحييده عن الصراع العربي الإسرائيلي، واجتماع اليوم يعزز مفهوم النواب للنأي بالنفس، والتزام لبنان كل ما تجمع عليه الدول العربية".
واستغرب غازي العريضي، كيف أن بعض متعاطي السياسية في المنطقة تفاجئوا بالقرار، وهو متخذ منذ فترة ويأتي ضمن اطار استراتيجية أميركية إسرائيلية ينفذها ترامب بعد حملة قامت بها إدارته للتحضير لهذا القرار بالتزامن والتنسيق والتكامل مع كل القرارات الإسرائيلية"، ولفت إلى أن "يخطئ من يعتقد أنه سيكون بمنأى عن القرار".
من جانبه، أكد فادي الهبر ان "القدس مدينة لكل الأديان، والأماكن المقدسة ملك العالم كما أكد الفاتيكان"، وأشار محمد رعد إلى "أننا امام عدوان جديد تباشره أعلى سلطة أميركية لتحقيق مصالح أميركية إسرائيلية مشتركة، وأن إعلان القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي هو قرصنة ماكرة للاعتداء على شرعيتها، وهو استباحة لفلسطين والعرب ومصيرهم"، كما أكد عاطف المجدلاني آن القرار الأميركي "يكافئ المجرم ويعاقب الجلاد، ما يستوجب ان ننهي الصراعات العربية والطائفية والمذهبية".