بيروت - اليمن اليوم
رفعت الولايات المتحدة الأميركية مستوى الدعم العسكري للجيش اللبناني، على صعيد الأسلحة النوعية وحجم المساعدة، حيث أعلنت الأربعاء عن تزويده بأنظمة تقدر قيمتها بأكثر من مائة وعشرين مليون دولار، وتشمل ست طائرات هليكوبتر هجومية خفيفة من طراز MD 530G، وأسلحة أخرى تساعد الجيش في البناء على قدراته الثابتة والقوية من أجل القيام بعمليات حماية الحدود ومكافحة التطرف.
وتعد الحزمة الجديدة من المساعدات، الأكبر من حيث قيمتها وتقديمها دفعة واحدة، كما أن طائرات الهليكوبتر الهجومية الأميركية، هي الأولى التي ستدخل ترسانة سلاح الجو اللبناني ، الذي رفدته واشنطن في وقت سابق من هذا العام بطائرات سوبر توكانو، في مسعى لتمكين سلاح الجو اللبناني وتعزيز قدراته.
وقالت مصادر عسكرية لبنانية لـ"الشرق الأوسط" إن واشنطن أعلنت عن زيادة على حجم مساعداتها للجيش اللبناني بمبلغ 40 مليون دولار إضافي، خلال الزيارة الأخيرة لقائد الجيش العماد جوزيف عون إلى واشنطن، مشيرة إلى أن الـ40 مليون دولار أضيفت إلى قيمة المساعدات التي كانت مخصصة للجيش، وهي الآن تُضم إلى حزمة المساعدات الأخيرة التي بلغت قيمتها 120 مليون دولار".
وجاء الإعلان عن الحزمة الجديدة من المساعدة خلال زيارة قائد المنطقة المركزية الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزيف فوتيل إلى بيروت، حيث زار قائد الجيش اللبناني بحضور السفيرة الأميركية في بيروت إليزابيث ريتشارد، والسفير البريطاني في بيروت وقائد قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان "يونيفيل" الجنرال مايكل بيري ، قبل أن يزور الوفد الأميركي رئيس الحكومة سعد الحريري، ويعود إلى الكلية الحربية حيث التقى التلامذة الضباط وتفقد الكلية.
وخلال اللقاء مع قائد الجيش، استمع الحاضرون إلى عرض قدّمه عدد من كبار الضباط عن أوضاع الحدود اللبنانية، ومهمات أفواج الحدود البرية وقطاع جنوب الليطاني، والاحتياجات التقنية والقتالية واللوجيستية لهذه الوحدات، بحسب ما ذكر بيان أصدرته "قيادة الجيش".
يذكر أن الجيش دفع بتعزيزات إضافية قبل شهرين إلى الحدود الجنوبية بلغ قوامها 700 جندي وضابط إضافي، وذلك بعد انتهاء معركة الجرود ضد "داعش" على الحدود الشرقية مع سورية.
وقالت مصادر مواكبة للدعم الأميركي العسكري للجيش اللبناني، إن زيارة فوتيل لقائد الجيش هي الثالثة منذ تسلم العماد عون مهامه في قيادة الجيش، مشيرة إلى علاقة ثقة بنيت بين واشنطن والمؤسسة العسكرية اللبنانية وقائدها، وهي تزيد من حماسة واشنطن لزيادة مساعداتها للجيش ، لافتة إلى تنويه دائم من الجانب الأميركي لدور الجيش اللبناني ومهامه منذ طرد "داعش" عن الحدود الشرقية.
وأعلنت السفارة الأميركية في بيان أن السفيرة إليزابيث ريتشارد والجنرال فوتيل، اجتمعا مع رئيس الحكومة سعد الحريري. وقالت ريتشارد "أجرينا مع الحريري محادثة ممتازة حول التحديات التي تواجه لبنان والمنطقة ، لقد تحدثنا أيضًا عن الكيفية التي يمكن بها، للولايات المتحدة والمجتمع الدولي الأوسع، دعم لبنان في هذه الأوقات الصعبة".
وقالت السفارة إن مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان لفتت الانتباه إلى إعادة الحكومة اللبنانية التأكيد على سياسة النأي بالنفس عن الصراعات والحروب الإقليمية، وأعادت إلى الأذهان التزامات لبنان السابقة بقرارات مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك القرارين 1559 و1701".
وأكدت التزام بلادها طويل الأمد بشعب لبنان ومؤسساته، بما في ذلك الجيش اللبناني، قائلة "إننا مع الجنرال فوتيل، ناقشنا مع رئيس الحكومة وقائد الجيش، ثلاثة برامج جديدة لوزارة الدفاع الأميركية نحن في صدد الإعلان عنها اليوم".
وأوضحت أن هذه الأنظمة، التي تقدر قيمتها بأكثر من مائة وعشرين مليون دولار، تشمل ست طائرات هليكوبتر هجومية خفيفة من طراز MD 530G، وست طائرات من دون طيار جديدة من طراز Scan Eagle بالإضافة إلى أحدث أجهزة للاتصالات والرؤية الليلية ، وهذه المعدات المتقدمة، ستساعد الجيش في البناء على قدراته الثابتة والقوية من أجل القيام بعمليات حماية الحدود ومكافحة التطرف، والأهم الدفاع عن لبنان وشعبه.
بدوره قال الجنرال فوتيل "إننا بدأنا في اتخاذ بعض الخطوات للمضي قدمًا في تعزيز علاقتنا ، نحن فخورون أن نكون شركاء مع الجيش اللبناني، إنه لجيش محترف وماهر ويركز على الشعب اللبناني، وأنا أتكلم من قلب القيادة المركزية الأميركية، ونحن فخورون جدا بأدائه وزمالتنا له هي من دواعي سرورنا".
وقال مدير مركز "الشرق الأوسط" للدراسات الدكتور هشام جابر، إن هذه الحزمة هي الأكبر من المساعدات العسكرية التي تقدم دفعة واحدة إلى لبنان منذ عقود ، مشيرًا في تصريحات لـ"الشرق الأوسط" إلى أنها تعزز قدرات القوات العسكرية اللبنانية لحماية الحدود وقتال التطرف ، كما أن سلاح الجو في لبنان يفتقد إلى طائرات هليكوبتر هجومية، ومن شأن هذه الدفعة من المساعدات أن ترفده بها.
وقال جابر، وهو عميد متقاعد من الجيش، إنها تكملة لطائرات لمهام السوبر توكانو التي قدمتها واشنطن للبنان، وستواكب جميعها مهام القوات البرية وتساندها ناريًا.