المبعوث الفرنسي المكلف بمتابعة تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر" بيار دوكان

أكدت مصادر وزارية أنّ المبعوث الفرنسي المكلف بمتابعة تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر" بيار دوكان متمكن جداً من الملف الذي يتولى متابعته، خلافاً لحالنا المتخبطة، فنتائج الاتصالات كما وردتني جعلتني أشعر التشاؤم وعدم الاطمئنان.

إلى ذلك، ترددت معلومات بشأن لقاء عقده دوكان مساء في منزل السفير الفرنسي مع سفراء الدول المانحة وممثلي الصناديق العربية والدولية المعنية بمؤتمر “سيدر”، ورشح أنّ أجواء ما تم التشاور فيه لم تكن مشجعة.

واللافت في هذا السياق، ما كشفته مصادر وزارية، من أنّ خلاصة المحادثات مع دوكان أظهرت أنه كان مستاء وكَوّن انطباعاً سلبياً عن توجّه لبنان حيال “سيدر”، إلى حد أنه نسبت إليه إشارته غلى أنّ “اللبنانيين غير جديين”.

وقال احد الوزراء: “كان دوكان مستاء من عدم الجدية التي لمسها، وكذلك من عدم قدرة لبنان على الوفاء بما وعد به من إصلاحات والتزامات. من هنا الوضع صعب، إجراء إصلاحات سريعة مستحيل، وإجراء إصلاحات موجعة هو أمر أكبر من مستحيل نظراً إلى التعقيدات السياسية والإدارية والطائفية، والوظيفية بشقيها المدني والعسكري. وكذلك، وهنا الأساس، كيف يمكن أن تجرى إصلاحات في دولة مفلسة؟ اكثر من ذلك المطلوب إجراء إصلاحات في غضون شهرين أو ثلاثة على الأكثر، هذا إذا بدأ العمل غداً، فيما الواقع اللبناني ليس قادراً على ان يخطو ولو خطوة واحدة في هذا الاتجاه قبل أقل من سنة”.

وفي المعلومات المتوافرة أنّ الموفد الفرنسي حمل رسالة واضحة الى كل المسؤولين اللبنانيين مفادها:

أولاً ـ أنّ فرنسا مسرورة بتأليف الحكومة اللبنانية، ولو انّ هذا التأليف جاء متأخراً، لكن بات لديها اليوم محاور شرعي كامل الصلاحيات، تتعاطى معه.

وتمنى ان تعوّض الحكومة عن تأخير تأليفها بتسريع الإصلاحات، لأنّ مؤتمر “سيدر”، وإن كان لا يزال قائماً، وأطرافه يهمّها مصلحة لبنان، ولا تزال تحافظ إلى حدّ كبير على قيمة القروض الموعودة، فإنها تضغط لكي تقوم الحكومة اللبنانية بما طُلب منها من خطوات إصلاحية وتشريعات تؤدّي إلى حسن تنفيذ المؤتمر.

ثانياً ـ أكد الموفد الفرنسي حرص الدول المانحة، وفي طليعتها فرنسا، على تشديد رقابتها على طريقة صرف القروض التي ستُمنح، وعلى مراقبة المناقصات، بسبب انتشار الفساد في لبنان ـ والمجتمع الدولي هنا غير مرتاح إلى وضعية الفساد الذي تتحدث عنه السلطات اللبنانية ومختلف القيادات ـ وبالتالي، الدول المانحة لا تستطيع أن تتّكل على لبننة المراقبة، وتريد مراقبة دولية تمارسها دول مشاركة في “سيدر”.

ثالثاً ـ لقد ابلغ دوكان أنّ الأموال يجب أن توظّف في مشاريع إنتاجية وإنمائية وعمرانية لإنقاذ الاقتصاد اللبناني والمالية اللبنانية، كذلك طلب أن تكون للدولة اللبنانية القدرة الإدارية لاستيعاب تنفيذ مشاريع بقيمة نحو مليار دولار كل سنة، على مدى سنوات، خصوصاً أنّ هناك تقارير تلقتها باريس من خبراء اقتصاديين تفيد أنّ لبنان ليس قادراً بهيكليته الحالية، وبالخلافات القائمة داخل السلطة اللبنانية، على أن يستوعب هذا المبلغ.

وقد يهمك أيضا :فشل محاولة وصم الحكومة اللبنانية الجديدة بـ"حزب الله"

مهمّة أساسيّة فرضتها "جلسة الثقة" على الحكومة اللبنانية