عمان - اليمن اليوم
عقد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف، في العاصمة أستانا اليوم الأربعاء، مباحثات ركزت على سبل تعزيز التعاون بين البلدين، في المجالات كافة، والتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
وتناولت المباحثات، بحسب بيان صادر اليوم الديوان الملكي الهاشمي، فرص توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والعسكري بين البلدين، وزيادة حجم التبادل التجاري بينهما، خصوصا في مجالات الزراعة والطاقة والنقل وصناعة الأدوية وتكنولوجيا المعلومات.
وفي بداية المباحثات، سلم الرئيس الكازاخستاني، الملك عبدالله الثاني، "جائزة نزارباييف الدولية للمساهمة في الأمن ونزع السلاح النووي"، التي تمنح للمرة الأولى، تقديرا لجهوده ومساعيه المستمرة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وشهد الملك عبدالله الثاني والرئيس نزارباييف، توقيع خمس اتفاقيات بين البلدين، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بينهما في المجالات القانونية.
وفي تصريحات مشتركة للصحفيين، أكد الملك عبدالله الثاني متانة علاقات الصداقة والشراكة التي تجمع بين الأردن وكازاخستان، والحرص على البناء عليها وتعزيزها.
وقال إن بناء مستقبل مشترك، ينعم الجميع فيه بالرفاهية، يتطلب جهوداً على عدة صعد، كما أن الدعم المتبادل بات أمراً حيوياً؛ إذ ليس بوسع أي دولة أن تدّعي أن الأسلحة النووية، أو الإرهاب العالمي، أو أزمة اللاجئين في المنطقة هي مشاكل تخص دولة واحدة دون غيرها، مشيرا إلى أن "هذه مسائل تعنينا جميعاً ومن مصلحتنا أن نقوم بمعالجتها، كما أن لجميعنا حقاً ودوراً في تحديد الاتجاه الذي يسلكه عالمنا".
وأضاف أن "أكثر ما ينطبق هذا الواقع على قضية الشرق الأوسط المحورية: القضية الفلسطينية. فالجميع معنيون بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي استناداً إلى حل الدولتين"..مشددا على أن إنهاء هذا الصراع شرط أساسي لتحقيق السلام في المنطقة والعالم، وهو ضروري لمحاربة المتطرفين، حيث سيقطع الطريق أمام محاولاتهم لاستغلال هذا الصراع في خدمة أجنداتهم الظلامية.
وقال الملك عبدالله الثاني إن مشاكل الإرهاب والتطرف ليست مقتصرة على منطقتنا وحسب، وغياب الحلول السياسية التي تُشرك جميع الأطراف والمكونات لن يخدم إلا المجموعات الإرهابية التي تهدد الأمن العالمي.
وأكد العاهل الأردني أن الوصول إلى حل سياسي في سوريا هو أمر حيوي لضمان أمن واستقرار المنطقة.. لافتا إلى أن الأردن يدعم جميع جهود خفض التصعيد في الصراع السوري، والتي من شأنها أن توفر أرضية صلبة لنجاح مسار جنيف، ويتصل بهذه الجهود ما تبذله كازاخستان في استضافتها محادثات أستانا.
ومن جانبه، أشار الرئيس الكازاخستاني إلى أن الأردن يتمتع بحضور وتأثير كبير في المجتمع الدولي، ويلعب دورا مهما في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط..معربا عن أمله في مواصله التعاون المشترك في المستقبل بين البلدين.
ونوه إلى أنه ناقش اليوم مع العاهل الأردني عددا من القضايا المختلفة ذات الاهتمام المشترك للأردن وكازاخستان، حيث تبادلا وجهات النظر تجاه عدد من القضايا الدولية مثل الأزمة السورية والوضع في العراق.
وقال إن كازاخستان تدعم كل المبادرات الرامية لحل الأزمة السورية، مشيرا إلى أنه نتيجة للمباحثات في أستانا، فإننا نشهد عنفا أقل في سوريا ويحظى السكان الآن بفرصة للعيش بسلام.. مشيدا بالدور الأردني المهم في عملية أستانا.
ولفت إلى أن النقاشات طالت عدة قطاعات ذات أولوية للتعاون الاقتصادي بين البلدين، لاسيما في الزراعة والنقل والدواء والطاقة.
وأكد الرئيس الكازاخستاني أهمية التعامل مع الإرهاب والتطرف الديني إضافة إلى قضايا عالمية أخرى، ومواجهة ذلك معا من خلال التعاون بين المؤسسات الأمنية في البلدين.
كما التقى الملك عبدالله الثاني على هامش الزيارة، رئيس الوزراء الكازاخستاني بخيتجان ساغينتايف، ورئيس مجلس الشيوخ قاسم جومارت توكايف،حيث تم بحث التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، والجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب، ضمن استراتيجية شمولية ..بالإضافة الى التعاون بين البلدين في المجالات المختلفة .