الإهمال يتسبب في دهس قطار

كانت تحلم بأن تصبح طبيبة، تجتهد في دراستها بكل طموح وإصرار حتى لا يفوتها قطار النجاح، إلا أن قطار السكة الحديد قضى على أحلامها البريئة، لتذهب في رحلة شاقة من العلاج والمعاناة. بعد أن دهس القطار قدم ياسمين عيد فتحي ابنة الـ12 عاما، التي لا زالت تدرس في الصف الثاني الإعدادي، وتقيم بمنزل أسرتها بمنطقة قمة فايد في الإسماعيلية، تحولت أحلامها من اعتلاء قمة التفوق والنبوغ، إلى إجراء عملية جراحية لتركيب ساق صناعيا بديلا عن تلك التي فقدتها.

"كنت ذاهبة إلى المدرسة، ودائما ما أعبر شريط السكة الحديد حتى أتمكن من الذهاب إلي المدرسة بالناحية الأخرى، وأثناء عودتي وجدت حجرين أسفل قضيب السكة الحديد، فقررت إزالتهما، كنت أخشى أن ينقلب القطار على زملائي وأصدقائي وجيراني"، تتحدث ياسمين عن محاولتها إنقاذ زملائها، رغم صيحات صديقاتها ومطالبتهن لها بالابتعاد عن القطار، قبل أن يدهس ساقها اليمنى حتى الفخذ، ونصف القدم اليسرى، ويتعرض كتفها الأيمن للخلع.

يتحدث والد "ياسمين" عن معاناة ابنته، قائلا: "ابنتي متفوقة دراسيا، وهادئة وعون لوالدتها في البيت والحياة، مر عليها قطار السكة الحديد وهي لا زالت في المرحلة الأولى من عمرها، وقضى على أحلامها بأن تصبح طبيبة".

يروي والد الفتاة بأن ابنته خضعت لتدخل جراحي، ثم جرى تحويلها لاستكمال العلاج بمستشفى فايد المركزي، "أنا أتقاضى معاشا لا يتجاوز الألف جنيه، وأعول أسرة من 5 أفراد، وكل أملي أن تقف ابنتي على قدميها في الوقت الذي لا أملك أي تكاليف تركيب الساق الصناعية أو عملية تجميل القدم اليسرى".