القدس - اليمن اليوم
عقد رئيس دولة فلسطين محمود عباس ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مساء اليوم الاثنين، اجتماعا مصغرا في الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو.
وحضر الاجتماع المصغر وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، رئيس هيئة الشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ.
وعزى الرئيس، في بداية الاجتماع، نظيره الروسي بضحايا الطائرة التي تحطمت أمس قرب موسكو، وأبلغه أن واشنطن لا يمكن أن تكون الوسيط الوحيد في عملية السلام.
وقال سيادته: "باسمي وباسم كل الشعب الفلسطيني أتقدم لكم ومن خلالكم للشعب الروسي الصديق بأصدق مشاعر التعازي بضحايا الطائرة".
وأضاف: "يسعدنا أن نتحدث في القضايا الثنائية وقضايا المنطقة خاصة التي حدثت بيننا وبين الجانب الأميركي مؤخرا".
وتابع الرئيس: "التقيت بالرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ انتخابه في شهر أيلول 4 مرات ودائما كان يتحدث عن صفقة القرن من أجل حل الصراع العربي الإسرائيلي، وكنا ننتظر أن نسمع تفاصيل الصفقة"، مضيفا "تفاجأنا قبل أشهر قليلة بقرار أميركا إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وهنالك أسباب غريبة لدى الكونجرس تتعلق برؤيته لنا، حيث يعتبر السلطة الوطنية ومنظمة التحرير منذ عام 1987 أننا منظمة إرهابية، وعلاقتنا مع أميركا تتعلق بهذا القرار حيث ننتظر قرار الكونجرس كل 6 أشهر لتستمر العلاقة".
وأشار الرئيس إلى أنه "عند إغلاق مكتب المنظمة في واشنطن، قطعنا فعليا علاقتنا مع القنصلية الأميركية في القدس، وهي الآن فعلا مقطوعة بالكامل، ومكتبنا في واشنطن رسميا مقفل، لكن ممثلنا هناك يمارس عمله دون أي صفة".
وقال سيادته "بعد فترة قصيرة فاجأنا ترمب بالصفعة أو الصفقة التي تحدث عنها، وهي نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس واعتبار أن القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، ثم أتبع ذلك بوقف كل الدعم الخاص بالأونروا، ثم قال سنقطع المساعدات عنكم لأنكم ترفضون المفاوضات، لكن نحن لم نرفض يوما الذهاب للمفاوضات، كذلك لم يحصل أننا رفضنا اللقاءات مع مسؤولين إسرائيليين، والدليل على ذلك دعوتنا إلى موسكو مع نتنياهو للقائكم العام الماضي، وكنت أستعد للذهاب إلى موسكو عندما أبلغوني أن نتنياهو ألغى الزيارة".
وتابع الرئيس "نحن لن نقبل أن تكون أميركا وسيطا بيننا وبين الإسرائيليين، وإن كان هناك مساع للمفاوضات يمكن أن يكون هناك مؤتمر دولي تخرج عنه آلية لتكون الوسيط وليس أميركا وحدها، ويمكن أيضا أن تكون اللجنة الرباعية الدولية مع عدد من دول أخرى كما حصل مع إيران 5+1، بحيث تشارك أي دولة أخرى، وليس لدينا أي مانع من أن تكون أي دولة في الوساطة وأن يكون الأميركان جزءا منها وليسوا وحدهم".
من جانبه، قال الرئيس بوتين إنه تشاور هاتفيا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، مشددا على عمق العلاقات الفلسطينية الروسية.
وعقب الاجتماع المصغر، عُقد اجتماع موسع بين الرئيسين على عشاء عمل أقيم على شرف الرئيس والوفد المرافق، حضره عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، ووزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، رئيس هيئة الشؤون المدينة الوزير حسين الشيخ، ومستشار الرئيس للعلاقات الدولية والشؤون الخارجية نبيل شعث، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، وقاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، والمشرف العام على الاعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، وسفير فلسطين لدى روسيا عبد الحفيظ نوفل، إضافة إلى كبار المسؤولين الروس.