قوات الاحتلال الإسرائيلي

واد الحصين والنصارى، وحارات الجعبري والسلايمه وتل الرميده، احياء من مدينة الخليل ملاصقة للتجمعات الاستيطانية، يعاني سكانها بشكل ممنهج لعمليات التفتيش والمداهمة الليلية من قبل قوات الاحتلال التي سلبت من ابنائها أحلام الطفولة، وأصبحت تنغص حياة السكان الذين فقدوا الأمان في منازلهم.

عائلة المسن نعمان دعنا المكونة من نحو 70 نفرا من أبنائه واحفاده، تسكن في واد الحصين بمحاذاة مستوطنة "كريات اربع" المقامة على أراضي الموطنين شرق الخليل، يشارك ابناؤه واحفاده الصراع مع الاحتلال جراء عمليات المداهمة الليلية المتعمدة لمنزلهم، ويدفع فاتورة الصمود جراء السياسة الاحتلالية والاستيطانية الممنهجة التي ترعاها حكومة الاحتلال لترحيلهم من هذه المنطقة لتهويدها وتوسيع المستوطنة المذكورة على حساب ارضه.

يقول دعنا: كل ليلة وفي أي وقت نتوقع اقتحام جنود الاحتلال لمنزلنا، بالتزامن مع اعتداء المستوطنين علينا بالحجارة والضرب والقاء القاذورات والزجاج صوب منزلنا بحماية من جنود الاحتلال التي توفر الحماية للمستوطنين لمواصلة تنفيذ ممارساتهم العنصرية واللانساية بحق القاطنين في المنزل، بما فيهم الأطفال الذين فقدوا احلامهم وبراءة طفولتهم.

ويؤكد، بان الأطفال مستهدفين عبر هذه الممارسات الرامية لإذلال سكان الحارات والاحياء القريبة من التجمعات الاستيطانية، مشيرا إلى ان أحفاده يبدوا عليهم الرعب والخوف جراء المداهمات الليلية لجنود الاحتلال الذين يصرخون بشكل استفزازي يرعب الأطفال، إضافة الى ملاحقتهم اثناء لهوهم في ساحة المنزل الذي أحاطته قوات الاحتلال بسياج بحجة توفير الامن للمستوطنين.

كما واعتدت قوات الاحتلال بالضرب ولاحقت طفلا من أحفاده وحاولت اعتقاله بالحجة الدائمة بالقاء الحجارة صوب المستوطنين او جنود الاحتلال بهدف الاعتقال، الا ان تدخل المسن دعنا حال دون اعتقاله.

وتقول عائلة دعنا "تعرض قبلا للحرق، وجرفت ارضنا، لن نرحل ونترك ارضنا، ولن نرحل من منزلنا الذي يأوينا، وسنبقى صامدين رغما عن الاحتلال وممارساته".

منسق المدافعين عن حقوق الانسان عماد أبو شمسيه، والذي يقيم في منطقة تل الرميده، يقول ان السكان القاطنين بجوار المستوطنات شرق الخليل يعانون نتيجة للسياسة الاحتلال الرامية لترحيلهم، وتتمثل هذه الممارسات بالمداهمات الليلية التي تستفز المواطنين الآمنين في مساكنهم، وتوقظ أحلام أطفالهم بصراخ جنودهم المدججين بالسلاح، الى جانب إخضاعهم لعمليات التفتيش عبر الحواجز والبوابات الالكترونية التي تنشر بشكل كبير بالبلدة القديمة من مدينة الخليل، وتفصل احيائها عن بعضها البعض، مما شكل ضغوطات نفسية وجسدية على السكان الصامدين في وجه الاستيطان والاحتلال .

ويشير أبو شمسية، إلى ان قوات الاحتلال تتعمد مداهمة البيوت في البلدة القديمة وتعتلي اسطحها دون أي مبرر سوى تعرض المستوطنين لإلقاء الحجارة لإيجاد مبرر لجنود الاحتلال الذين يخرجون السكان للعراء ويستبيحون المنزل وممتلكاته، ويحولون اسطح المنازل الى ثكنات عسكرية لهم متى شاءوا.

ويقول أبو شمسية "هناك تخوف من قوات الاحتلال لزراعة أجهزة تنصت او كاميرات في المنازل او محيطها بشكل سري".

ويحاول السكان عبر كاميرات جوالاتهم او كاميرات مؤسسة "بيتسيلم" بتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية وعمليات المداهمة والتفتيش لحماية انفسهم، وتم رفع شكاوى موثقة بالصورة للشرطة الإسرائيلية والارتباط الإسرائيلي، الى جانب المؤسسات الحقوقية، آملا في الحصول على الحماية التي ما زالت مفقودة في ظل الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يحترم الإنسانية والطفولة والقوانين الدولية.

المواطن أبو عماد جابر الذي يقيم في حارة جابر بمحاذاة الشارع الالتفافي الذي يفصله عن واد النصاري، يبين بأن عملية المداهمات الليلية مرهونة بممارسات الاحتلال ونشاطهم في المنطقة، لا سيما الوضع الأمني، حيث تعرض منزله للعديد من عمليات المداهمة التي اسفرت عن اعتقال أبنائه الخمسة خلال عمليات المداهمة التي تجري عادة بحجج كاذبة، منها القاء الحجارة او حجج امنية كاذبة تهدف الى ترحيلهم واجبارهم للخروج من منزلهم.

كما وان ممارسات الاحتلال وعمليات المداهمة واعتقال أبنائه تسببت له بضائقة مالية جراء الغرامات التي تم دفعها للشرطة الإسرائيلية التي تشترط اطلاق سراح أبنائه بغرامة مالية، واحيانا السجن.

وتبقى الإقامة في حارات البلدة القديمة محفوفة بالمخاطر بحاجة الى الصبر والصمود للحفاظ على الأرض الفلسطينية التي يعمل شبح الاستيطان على التهامها بشكل متواصل لتنفيذ المزيد من المخططات الاستيطانية على أراضي المواطنين الصامدين في وجه الاحتلال الذي يدعم الاستيطان.