القدس - اليمن اليوم
لم يرق للاحتلال مشهد عشرات المتطوعين وهم يقومون بزراعة أشتال الزيتون في الأراضي المحاذية لجدار الضم والتوسع العنصري، غرب قرية نزلة عيسى، فدفع بتعزيزات من جنوده إلى المكان.
هؤلاء المتطوعون من شبان وكبار السن، رفضوا مغادرة المنطقة بعد أن أشار لهم جنود الاحتلال بتركها فورا، فتقدموا باتجاه الأسلاك الشائكة التي تمثل الجدار ملوحين بالأعلام الفلسطينية، غير آبهين بتهديد قوات الاحتلال المدججة بالسلاح، وهتفوا برحيل المحتل عن الأرض.
"وجودكم ليس عدلا، انتم المحتلون، انتم قوات غزو واحتلال، هذا السور مبني على أرضنا الفلسطينية، التي يملكها أصحابها الأصليين، نحن باقون، أنتم من يجب عليكم الرحيل"، حديث وجهه المتطوعون لجنود الاحتلال، الذين لم يبرحوا المكان، فيما واصلوا زراعة الأشتال في كل زاوية من الأرض.
المتطوعون يمثلون مختلف المؤسسات الرسمية والشعبية، دعتهم الإغاثة الزراعية ومديرية زراعة طولكرم ومجلس قروي نزلة عيسى، لغرس الأشجار المثمرة في هذه المنطقة المعروفة بمنطقة "عراق"، بالتعاون مع فصائل العمل الوطني ووزارتي الثقافة والإعلام وجمعية أصدقاء مرضى السكري.
وتعود هذه الأرض للمزارع رائد أسعد، وتبلغ مساحتها الإجمالية 20 دونما، اقتطع منها الجدار عدة دونمات لصالح جدار الضم العنصري.
وقال مدير الإغاثة بطولكرم عاهد زنابيط، إن هذا البرنامج بدأ من عزبة شوفة جنوب شرق طولكرم القريبة من مستوطنة افني حيفتس، واليوم في نزلة عيسى، وخلال الأيام القادمة ستكون في قرية كفا المهددة بالمصادرة، على أن تنتهي في الثلاثين من آذار القادم الذي يصادف يوم الأرض.
وأضاف أن الهدف هو تعزيز صمود المزارعين على أراضيهم بما فيها نزلة عيسى المحاطة بالجدار الذي اقتطع آلاف الدونمات الزراعية من أراضيها، ومنع أصحابها من دخولها.
وهذه الفعالية هي ضمن برنامج المليون شجرة الثالث، بعنوان مشروع "الأيادي الخضراء"، الممول من الجمعية العربية لحماية الطبيعة في الأردن، التي بدأت بتنفيذها الإغاثة الزراعية منتصف الشهر الجاري، مع عدد من المؤسسات الشريكة، في الأراضي القريبة للمستوطنات والمحاذية لجدار الضم والتوسع والطرق الالتفافية، دعما لصمود المزارعين على أراضيهم التي يتهددها الاستيطان.
وأشار مدير عام زراعة طولكرم باسم حماد، إلى إن استهداف الأراضي القريبة من الجدار والمستوطنات في هذه الحملة، إنما هي رسالة للمحتل بأن شعبنا سيحمي أرضه بزراعتها وفلاحتها، ولن يتخلى عنها.
وقال الناشط محمد علوش عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي في طولكرم، إن زراعة أشجار الزيتون هو تأكيد على هوية الأرض الفلسطينية التي هي رمز الشعب الفلسطيني وقضيته، هذه الأرض التي رويت بدماء الشهداء عبر 100 عام من الصراع في مواجهة الاحتلال، لنؤكد أننا ملتزمون بثوابتنا الوطنية ومصممون على مواصلة طريق النضال حتى دحر الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ونزلة عيسى تقع إلى الشمال من طولكرم وهي قرية حدودية عانت الكثير على يد المحتل، الذي أقام جدارين للضم والتوسع على أراضيها الزراعية عامي 2002، و2004، الأول التهم آلاف الدونمات الزراعية من أخصب أراضيها المزروعة بأشجار الزيتون، والثاني اسمنتي قطع أواصر التواصل مع مواطني الأراضي المحتلة عام 1948.