رئيس دولة فلسطين محمود عباس

انطلقت، اليوم الأحد، أعمال القمة الـ30 للاتحاد الافريقي في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، بمشاركة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، تحت شعار "الانتصار في مكافحة الفساد.. نهج مستدام نحو التحول في أفريقيا".

وأكد أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمته، أن القضية الفلسطينية ستظل على رأس الأولوية، والأجندة المشتركة للعالم العربي وأفريقيا.

وقال: أود أن أسجل هنا عميق التقدير للموقف الأفريقي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيه، وأشيد بشكل خاص بالدول الأفريقية مع الحق الفلسطيني في المحافل الدولية، رغم كل الضغوط التي تمارس عليها، وهو ما أبدته مجددا، وأكدته في الجمعية العامة للأمم المتحدة برفض القرار الأميركي أحادي الجانب بنقل السفارة إلى القدس، والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل.

وتابع: نثق في الأمة العربية أن هذا التضامن الأفريقي مع الأشقاء الفلسطينيين سيبقى ثابتا، ورافضا لمحاولته في الترشح لمجلس الأمن الذي يخرق قراراته، ومستنكرا لكل مسعى لإحداث شرخ في العلاقات العربية الأفريقية والنيل من خصوصياتها، وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار إلى أن المنطقة تعاني من بؤر توتر لمواجهة هذه التحديات ومعالجة أسباب نشوبها وفرص النجاح إذا ما عملنا سويا، وأود أن أشير إلى الأزمة في ليبيا التي تمثل أولوية مشتركة للجامعة العربية والقمة الأفريقية لإنهاء المعاناة التي تعيشها.

وتابع: أقدر أن يمكننا أن نطلع بدور اكبر في سياق المجموعة الرباعية مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، يمكننا بذل جهود اكبر في الصومال لبناء هياكل الدولة والدعم الإنساني، وكذلك دعم جمهورية جزر القمر ودعم عجلة التنمية والحوار الوطني، وكذلك وقف الأعمال العدائية في جنوب السودان، وتعزيز تعاوننا الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب الداعشي والقاعدي وبوكو حرام...عبر المزيد من آليات التعاون الأمنية والقانونية بين الجامعة العربية، والاتحاد الأفريقي.

ومن المقرر تقديم مشروع قرار فلسطيني لاعتماده في القمة، يؤكد الموقف الافريقي الرافض لإعلان ترمب بشأن القدس والمواقف الداعمة للقضية الفلسطينية، ويتضمن العديد من النقاط المتعلقة بالقدس وعدم نقل أية سفارة إليها، والاستيطان وضرورة وقفه، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا.

وتبحث القمة الافريقية التي ستستمر ليومين ملفات رئيسة، أبرزها: ملف التطرف والإرهاب بالقارة، وسبل مكافحته، والنزاعات، وعدم الاستقرار في كل من الصومال، وجنوب السودان، وليبيا.

ومن المقرر أن تناقش سبل التعاون بين الدول الأطراف، لضمان فاعلية التدابير والإجراءات الخاصة بمنع الفساد، والجرائم ذات الصلة في افريقيا.

وقال الرئيس محمود عباس، إن متابعة جهود السلام تتطلب إنشاء آلية دولية متعددة الأطراف، تحت مظلة الأمم المتحدة.

وأضاف سيادته ندعو لأن يكون للاتحاد الإفريقي، ودوله الأعضاء ممثلون لهم في هذه الآلية أو في المؤتمر الدولي الذي ندعو لتنظيمه وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبدأ حل الدولتين على حدود 1967، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وبما فيها القدس الشرقية، عاصمة دولتنا، التي نريدها مفتوحة لجميع أتباع الديانات السماوية، ليمارسوا شعائرهم وصلواتهم فيها بأمن وسلام، الأمر الذي سيتيح الفرصة لكل من فلسطين وإسرائيل لتعيشا في أمن واستقرار وحسن جوار.

وقال: إن تمسكنا بخيار السلام، هو خيار نسعى لتحقيقه منذ عقود، غير أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتعلق بالقدس، قد جعل الولايات المتحدة طرفاً منحازاً لإسرائيل، واستبعدت نفسها كوسيط في عملية السلام، وبذلك فإنها لن تكون قادرة على أن تقترح حلاً عادلاً ومنصفاً لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وأكد سيادته على أهمية التزام جميع الدول بالامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس، عملاً بقرار مجلس الأمن 478 للعام 1980، وعدم الاعتراف بأية إجراءات أو تدابير مخالفة لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالقدس والقضية الفلسطينية.

وقال إن مدينة القدس المحتلة، تتعرض لهجمة شرسة دولة الاحتلال، تهدف لتغيير هويتها الروحية، وطابعها، ومكانتها التاريخية، والعبث بمقدساتها المسيحية والإسلامية، إضافة إلى إصدارها قوانين عديدة تكرس ضم القدس الشرقية، والاستيلاء عليها بقرار أحادي، واتخاذ قرارات مخالفة للقانون الدولي تحت مسمى القدس الموحدة.

وأشاد بالجهود الإفريقية والتنسيق القائم فيما بين دولها لمكافحة الإرهاب والتطرف، وقال: في هذا الصدد، نعمل مع العشرات من دول العالم لمكافحة الإرهاب، إضافة إلى جاهزيتنا للشراكة مع القارة الإفريقية في برنامج التنمية، ولعقد اتفاقات تعاون وتبادل الخبرات في مجالات الصحة والزراعة والطاقة والإدارة العامة والتعاون بين رجال الأعمال من خلال الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي.

واستنكر الرئيس أية إساءة توجه من أي جهة كانت، للدول الإفريقية الصديقة وشعوبها، لما لإفريقيا وشعوبها الأصيلة والمناضلة من إسهامات كبيرة في الحضارة الإنسانية على مر العصور، ودور في بناء النظام الدولي.