القدس - اليمن اليوم
تُخفي جولة عضوة حزب الليكود "شارن هسكل"، للأغوار الأسبوع الماضي، وراءها قانونا اسرائيليا متوقعا لفرض السيطرة الإسرائيلية على المستوطنات في تلك المناطق.
وفي ترجمات الصحافة الإسرائيلية المتعلقة بالسيطرة على مستوطنات الأغوار وشرعنة الاستيطان فيها، قالت القناة السابعة الإسرائيلية: قامت عضو الكنيست الإسرائيلي من حزب الليكود شارن هسكل، الأسبوع الماضي، بجولة في منطقة الأغوار مع رئيس مجلس المستوطنات في المنطقة ديفيد اللحياني.
لم تأت هذه الجولة من فراغ قالت القناة السابعة، فهسكل أعلنت عن مشروع قانون إسرائيلي سيقدم قريباً للجنة الوزارية لشؤون التشريع من أجل فرض السيطرة الإسرائيلية على المستوطنات الإسرائيلية في منطقة الأغوار وشمال البحر الميت.
العام الماضي، تداولت وسائل الاعلام الاسرائيلية أخبار مفادها نية الاحتلال وعزمه إقامة ثلاث مستوطنات جديدة بالأغوار. قبلها بفترة وجيزة، استولت قوات الاحتلال على مئات الدونمات بالأغوار الشمالية بأوامر عسكرية.
بالنسبة لسلطات لاحتلال فإنها تعمل على قدم وساق، لشرعنة مستوطناته في الأغوار الشمالية.
"عند الحديث عن الاستيطان والمستوطنات بالأغوار الفلسطينية ككل، والشمالية خاصة، لا ننسى أقوال نتنياهو قبل سنوات: إن المستوطنات والمستوطنين هم السياج الآمن لإسرائيل بالأغوار". يقول الناشط الحقوقي في مؤسسة بتسيلم، عارف دراغمة.
أقوال نتنياهو تترجم هذه الأيام واقعا على الأرض بدعم ومباركة أركان حكومته اليمينية المتطرفة.. وما يتناقله الناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من صور يلتقطونها من مناطق متفرقة بالأغوار لبنايات ووحدات استيطانية قيد الانشاء، تؤكد بما لا يقطع مجالا للشك أن المشروع الاستيطاني في الأغوار يمشي بخطى محمومة.
على الجهة المقابلة لمستوطنة "ميخولا"، وهي أول مستوطنة أقامها المستوطنون في الأغوار بعد سيطرة الاحتلال على باقي الأراضي الفلسطينية عام 1967، شوهدت حركة ترميم وتعبيد لشارع يفضي إلى إحدى المستوطنات التي أعلن الاحتلال إقامتها بالأغوار.
"هناك مستوطنة سلعيت، الاحتلال يعمل على جعلها مستوطنة شرعية للمستوطنين للتوسعة فيما بعد". يقول دراغمة، فيما يشير المختص بالشؤون الاسرائيلية، محمد أبو علان، الى أن فرض الوقائع الاستيطانية على الأرض يمشي بالتوازي مع زيادة وارتفاع وتيرة القوانين التي تدعو لضم الضفة الغربية بما فيها الأغوار الشمالية ".
لا يكتفي المستوطنون بحدود المستوطنات القائمة المشيدة على أرضي المواطنين، بل يتمددون أفقيا في كل الاتجاهات وينتشرون كـ"السرطان".
"لم تعد تكفيهم حدود مستوطناتهم (..)، كل مستوطنة بجانبها بعض الغرف الصغيرة، وبعض المستوطنين حولوا مساحات من الأراضي كمراعي" يقول دراغمة، وهو ما يؤكده رعاة الأغنام في تلك المناطق الرعوية المفتوحة.
يقول أبو علان، إن اسرائيل تفرض رزمة من القوانين، منها "العسكرية" الخاصة بالفلسطينيين، وقوانين أخرى للمستوطنين تتعلق بنفوذهم وسيطرتهم.
وبحسب تقرير صادر عن مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلّة "بتسيلم"، يوجد في الأغوار 37 مستوطنة وبؤرة استيطانية، يستوطن فيها حوالي 9500 مستوطن إسرائيلي، وتسيطر المستوطنات على ما نسبته 12% من أراضي منطقة الأغوار.
هناك.. بالفارسية والمناطق القريبة منها، توجد عدة تجمعات استيطانية، مثل: ميخولا، وشيدموت ميخولا، وروتم، ومسكيوت وسلعيت، وبعض التجمعات التي لا اسم لها حتى اليوم.
قال دراغمة: "الاحتلال يهدم في الأغوار لطرد الفلسطينيين من أماكن تواجدهم، لفرش الطريق بالورود للمستوطنين".
وبحسب ما يصدر عن الصحافة الإسرائيلية، فإن القانون الأخير الذي قدمته هسكل، مرده اعتبار منطقة غور الأردن كنز استراتيجي لدولة الاحتلال، ويوجد حولها إجماع وطني وسياسي بالنسبة لليمين واليسار الإسرائيلي.
"إن غور الأردن جزء لا يتجزأ من دولة الاحتلال، والمستوطنين في منطقة الأغوار يشكلون رأس حربة أمنية لإسرائيل ويعرضون أنفسهم للخطر."، هذا ما كتبته بعض الصحف الاسرائيلية..
غير أن في الأغوار، مواطنون اعتادوا على الالتصاق بأراضيهم وممتلكاتهم إلى درجة التماهي، خوفا من الاقتلاع وعشقا للأمكنة.. للصمود هناك، معنى مختلف تستشرفه في التجربة اليومية للناس البسطاء الذين يسجلون يوميا اعمالا بطولية دون ضجيج أو انتظار لإطراء من أحد.