محاولة انتشال احد الناجين من انهيار مبنى جراء غارة جوية في حي المشهد في حلب

 كثفت قوات النظام السوري الاثنين قصفها الجوي على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب وريفها، موقعة اكثر من عشرين قتيلا، عشية اجتماع تعقده الامم المتحدة مع الجانبين الروسي والاميركي في محاولة لاحياء مفاوضات جنيف.

ودعت فرنسا الاثنين على لسان سفيرها لدى الامم المتحدة فرنسوا دولاتر الى تهدئة انسانية فورية في مدينة حلب التي تتعرض لغارات كثيفة تسببت ليل السبت الاحد بتوقف اربعة مشاف ميدانية وبنك للدم عن الخدمة.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين "بارتفاع حصيلة القتلى إلى 12 شخصا على الأقل جراء قصف لمروحيات النظام بالبراميل المتفجرة على حي المشهد" في شرق مدينة حلب في شمال سوريا.

وكانت حصيلة سابقة للمرصد افادت بمقتل ستة اشخاص على الاقل.

واضاف ان عدد القتلى "مرشح للارتفاع لوجود مفقودين وجرحى في حالات خطرة".

وقال عبد العزيز مروان احد سكان حي المشهد لمراسل فرانس برس "في حدود الساعة العاشرة (07:00 ت غ) استيقظنا على مجزرة جديدة.. المدنيون كانوا نائمين في بيوتهم وآمنين وفوجئنا بالقصف".

وتحدث مراسل فرانس برس عن تدمير مبنيين بالكامل على رؤوس سكانهما جراء البراميل المتفجرة في وقت لا تزال فرق الدفاع المدني تعمل على انتشال الضحايا من تحت الانقاض بعد تلقي معلومات عن وجود افراد خمس عائلات بكاملها تحت الركام.

وقال انه عاين عملية انتشال طفل حيا من تحت الركام فيما قتل والده ووالدته وشقيقه. وفي صور التقطها، يظهر راس الطفل وسط كومة من الركام وتبدو احدى عينيه منتفخة.

وتظهر مقاطع فيديو مبنى سوّي بالارض فيما يبدو في مشاهد اخرى مبنى انهارت اقسام منه وفي الطبقة ما قبل الاخيرة منه، صمدت خزانة وداخلها ثياب معلقة بعدما تدمرت ارضية الغرفة وسقفها بالكامل.

وغالبا ما تتعرض الاحياء الشرقية لغارات وقصف بالبراميل المتفجرة من قوات النظام التي تسيطر على الاحياء الغربية. وترد الفصائل باطلاق قذائف على الاحياء الغربية، ما تسبب الاثنين بمقتل ثلاثة اشخاص في حي الخالدية، وفق المرصد.

- تنديد بقصف المشافي-

وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادل قصف بين الفصائل المقاتلة التي تسيطر على الاحياء الشرقية وقوات النظام التي تسيطر على الاحياء الغربية.

ومنذ اسبوع، باتت الاحياء الشرقية التي تؤوي اكثر من مئتي الف شخص وفق المرصد، محاصرة بالكامل من قوات النظام بعد قطعها طريق الكاستيلو، اخر منفذ الى شرق المدينة.

وغداة خروج اربعة مشاف ميدانية وبنك للدم عن الخدمة جراء قصف جوي على حي الشعار في شرق حلب، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال الاثنين "من المهم وضع حد لهذه العمليات التي تشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي الانساني" معتبرا ان "استهداف النظام وحلفائه منشآت طبية امر مشين".

ودعا السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة فرنسوا دولاتر الاثنين الى اقرار تهدئة انسانية فورية في مدينة حلب معتبرا ان "مجلس الامن لا يمكن ان يوافق على تكرار جرائم الحرب هذه" مشبها وضع حلب بوضع مدينة ساراييفو خلال حرب البوسنة.

وفي ريف حلب الغربي، احصى المرصد الاثنين مقتل عشرة مدنيين واصابة العشرات بجروح جراء أكثر من 20 ضربة نفذتها طائرات حربية "يرجه انها روسية" ليل الاحد الاثنين على مناطق عدة في مدينة الأتارب التي تسيطر عليها فصائل اسلامية ومعارضة.

واستهدفت احدى الضربات سوقا في المدينة.

ويظهر في شريط فيديو حصلت عليه وكالة فرانس برس رجل داخل غرفة يبدو انها كانت عيادة او صيدلية، يعمل على جمع ما تبقى من علب ادوية مبعثرة وسط الركام فيما تظهر مشاهد اخرى حبات من التفاح والخوخ وعناقيد العنب على الارض داخل محل لبيع الفواكه والخضار.

وتنفذ طائرات روسية منذ ايلول/سبتمبر ضربات جوية مساندة لقوات النظام في سوريا، تقول موسكو انها تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية و"مجموعات ارهابية اخرى". وتتهمها قوى غربية وفصائل معارضة باستهداف مجموعات مقاتلة اكثر من تركيزها على الجهاديين.

من جهة اخرى، تجدد الاثنين سقوط قذائف على احياء عدة في دمشق القديمة لليوم الثاني على التوالي. وافادت وكالة سانا الاثنين عن "اصابة اربعة اشخاص بجروح جراء سقوط قذيفة هاون أطلقها ارهابيون على حي القيمرية في دمشق القديمة".

وقتل ثمانية اشخاص واصيب اكثر من عشرين اخرين بجروح مساء الاحد جراء سقوط قذائف للمرة الاولى منذ اشهر على احياء دمشق القديمة، ابرزها القيمرية وباب توما، مصدرها مواقع مسلحي المعارضة المتحصنين على اطراف العاصمة، وفق المرصد.

-احياء مفاوضات جنيف-

دبلوماسيا، تتواصل الجهود لاستئناف مفاوضات السلام حول سوريا في جنيف.

وقالت جسي شاهين، المتحدثة باسم موفد الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا ان الاخير سيلتقي الثلاثاء في جنيف الموفد الاميركي لسوريا مايكل راتني، ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، في محاولة لتحريك محادثات السلام السورية.

ويلتقي وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف الثلاثاء في لاوس، على هامش لقاء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).

وتاتي هذه اللقاءات بعد ايام على اعلان دي ميستورا ان اب/اغسطس هو التاريخ المستهدف "لمنح فرصة كافية لبداية ناجعة" لجولة مفاوضات جديدة.

وعقدت منذ بداية 2016 جولتا مفاوضات بين ممثلين للحكومة والمعارضة في جنيف برعاية الامم المتحدة، لكن لم تتمكن من تحقيق اي تقدم نتيجة التباعد الكبير في وجهات النظر حيال المرحلة الانتقالية ومصير الرئيس السوري بشار الاسد.