القاهره - اليمن اليوم
كشف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، و استشاري الأطفال و زميل كلية الدراسات العليا للطفولة في جامعة عين شمس الدكتور مجدي بدران ,أضرار تلوث الهواء,مؤكّدا أن تلوث الهواء هو مصطلح واسع ينطبق على أي عامل كيميائي أو فيزيائي أو بيولوجي يقوم بتعديل الخصائص الطبيعية للغلاف الجوي، بمستويات تشكل خطرًا على الصحة العامة
وأوضح بدران لـ"اليمن اليوم" أن المواد الملوثة تقلل من جودة و نوعية الهواء، و تلوث الهواء ليس له حدود , فالهواء الطلق الملوث قد ينتشر في كل مكان ولا يبقى في مكان واحد .وأشار بدران إلى أن تلوث الهواء ينقسم عادة إلى فئتين وهما "تلوث الهواء الطلق وتلوث الهواء في الأماكن المغلقة,مشيرًا أن تلوث الهواء أخطر المشاكل البيئية تواجه الحضارة البشرية حاليًا، التي تؤثر على الصحة والمزاج والإنتاجية و التعليم.
وقال بدران "تظهر بيانات جديدة من منظمة الصحة العالمية أن 9 من كل 10 أشخاص يتنفسون الهواء الذي يحتوي على مستويات عالية من الملوثات ويتوفى 7 ملايين شخص كل عام بسبب التعرض للهواء الملوث. تحدث الغالبية (90٪) من هذه الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل,مشيرًا أن التلوث العالمي للهواء يحدث حاليًا بسبب الأنشطة البشرية مثل التعدين و
البناء و النقل و الصناعة ،إضافة لبعض العمليات الطبيعية مثل الانفجارات البركانية و الحرائق,و الجسيمات الدقيقة هي الجسيمات التي يبلغ قطرها 2.5 ميكرون وأقل، تعرف أيضا باسم PM2.5 أو جزيئات قابلة للتنفس لأنها تخترق الجهاز التنفسي أكثر من الجسيمات الأكبر.
وتابع "تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة مشكلة بيئية خطيرة ، و تزداد في الدول الاصطناعية مثل الصين , حيث يرتبط ارتفاع مستويات تلوث الهواء هناك بزيادة الوفيات المبكرة , وتزداد كلما زاد عدد أيام التلوث بالجسيمات العالقة في الهواء ,و تأتي معظم الجسيمات الدقيقة من احتراق الوقود ، سواء من مصادر متحركة مثل المركبات ، ومن مصادر ثابتة مثل محطات الطاقة أو الصناعة أو المنازل.
وتابع: تلوث الهواء عامل الخطر البيئي الرئيسي في حدوث وتطور بعض الأمراض ، مثل الإصابة بالالتهابات التنفسية بخاصة الالتهاب الرئوي ، و الإصابة بحساسية الصدر أو الأنف أو الجلد، و تلوث الهواء له آثار لا تعد ولا تحصى على الاستجابات المناعية الرئوية,و يمكن أن يتسبب تلوث الهواء في تفاقم أعراض الربو والتهاب الأنف التحسسي.
و تلوث الهواء يزيد من احتجاز الأطفال في المستشفيات , و أمراض الجهاز التنفسي السفلي هي أكثر الأسباب شيوعًا لاحتجاز الأطفال في المستشفيات في جميع أنحاء العالم، خاصة البلدان النامية, و ترتبط المستويات اليومية لتلوث الهواء بأمراض الجهاز التنفسي السفلي ، و تلوث الهواء يزيد من معدلات الانفلونزا و حدتها .
وأوضح بدران زيادة معدلات سرطان الرئة ، مرض الزهايمر ، و التوحد ، و اعتلال الشبكية، بسبب التلوث ,مضيفًا أن تلوث الهواء يضر الجنين، و تلوث الهواء يعوق اكتمال نمو الرئتين , و ينقص كفاءة الرئتين الوظيفية فيما بعد, و يضر 40 نوعًا من الخلايا في الجهاز التنفسي ,و يسبب زيادة فرص إصابة المواليد بالالتهابات التنفسية بخاصة الالتهاب الرئوي , و الإصابة
المبكرة بحساسية الصدر أو الأنف أو الجلد , و زيادة معدلات الأزمات الربوية , و القصور في الدورة الدموية ,و يسبب تأخر نمو الجنين ، وانخفاض وزن المواليد عند الولادة .وأكد أن تلوث الهواء يضر الجلد ويرتبط التعرض لملوثات الهواء مع الإسراع بشيخوخة الجلد ، و الإصابة بحساسية الجلد أو الأكزيما أو الصدفية أو حب الشباب ، و سرطان الجلد هو من أخطر
مضاعفات تلوث الهواء على الجلد,والتفسير هو أن ملوثات الهواء تسبب زيادة الشوارد الحرة في الجلد ، و زيادة كيمياء الالتهابات في الجلد ، وتعطيل حاجز الجلد ، و حدوث تغييرات في البكتيريا النافعة في الجلد .
وأوضح بدران أن" فيتامين د" يقل مع تلوث الهواء ، و يشكل تلوث الهواء حاجزًا يقلل من قدرة وصول أشعة ضوء الشمس الفوق البنفسجية على الوصول إلى الغلاف الجوي للأرض ، مما قد يقلل من قدرة الجسم على إنتاج فيتامين د بشكل طبيعي. و نقص فيتامين د أكثر انتشارًا في المناطق الملوثة بالهواء منه في المناطق غير الملوثة,و فيتامين د هام للمناعة ، و يقوم بأدوار عديدة تفيد في الوقاية من 45 مرض مزمن.
وأشار أن تلوث الهواء الداخلي مسؤول عن نحو 4 ملايين حالة وفاة في السنة ، و 10960 يوميا ، 457 كل ساعة ، 8 كل دقيقة تقريبا و 16 ٪ من وفيات سرطان الرئة ، و25 ٪ من وفيات أمراض الرئة الانسدادي المزمنة ، ونحو 26 ٪ من وفيات أمراض الجهاز التنفسي ,مضيفًا أن التعرض البيئي للهواء الملوث من عوامل الخطورة المحتملة للإصابة بالأوتيزم ,التعرض يحدث قبل الولادة في الرحم و خلال الولادة و بعدها مباشرة، و برمجة الجنين خلال الحمل نحو الأوتيزم مثار إهتمام أبحاث العلماء حاليا خاصة بواسطة المعادن الثقيلة و الجسيمات العالقة في الهواء الجوى .
و تابع"توجد تأثيرات ضاره لتلوث الهواء على المخ مثل التخلف العقلي و التأخر الدراسي و صعوبات في تعلم مادة الرياضيات واللغات.وأضاف بدران: من المعروف الآن أن تلوث الهواء في الأماكن المغلقة يعد مصدرًا خطيرًا لأمراض الجهاز التنفسي ، بما في ذلك سرطان الرئة. خلال الخريف والشتاء يزداد الخطر ، عندما تكون النوافذ مغلقة بإحكام , ويقل سريان الهواء .
و يشكل تلوث الهواء داخل الأماكن المغلقة أخطارًا صحية , أخطر بكثير من الهواء الطلق .و قد يكون تلوث الهواء الداخلي أسوأ بضعفين إلى خمسة أضعاف و أحيانًا أسوأ بـ100 مرة مقارنة بتلوث الهواء الطلق,ويمثل الدخان الداخلي خطرًا صحيًا خطيرًا لنحو نصف سكان العالم إذ يستخدمون وقود الكيروسين والفحم لأغراض الطهي والتدفئة والإضاءة. ويرتبط هذا مع ارتفاع
مستويات تلوث الهواء في الأماكن المغلقة وزيادة غاز أول أكسيد الكربون و الجسيمات الدقيقة العالقة والبنزين والفورمالدهايد وكلها تمهد إلى الاصابة بالربو و حدوث التهابات الجهاز التنفسي ومرض الانسداد الرئوي المزمن و سرطان الرئة وانخفاض وزن المواليد.
وأكد بدران أن ملوثات الهواء الداخلية الشائعة هي حشرة الفراش ، وحبوب اللقاح ، والعفن ، و أول أكسيد الكربون ، وثاني أكسيد الكربون، و المنظفات المنزلية ، الأدخنة السامة من الأثاث الجديد ، و الرطوبة التي تسمح للفطر بالنمو ، و مستحضرات التجميل والمبيدات الحشرية والعطور و اسبراي الشعر,و إشعال الفحم في البيوت خطر جسيم فهناك 300 مركب سام في الدخان المتصاعد من الفحم .
وتابع " عالميًا يقتل تقريبا ثمانية أفراد كل دقيقة بسبب استنشاق الجسيمات العالقة في هواء المنازل ، والأطفال والنساء والشيوخ هم الأكثر تضررا,ويمكن أن يصل تلوث الهواء في منازل المدخنين إلى مستويات تعادل أسوأ المدن في تلوث الهواء .
و دخان السجائر ربما يسبب تلوث هواء المنزل عشرة أضعاف تلوث الهواء الناتج عن عادم سيارة تستخدم الديزلو حد التعرض الآمن للجسيمات الدقيقة PM 2.5 هو متوسط 25 ميكروغرام ، أو 25 مليون من الجرام ، لكل متر مكعب من الهواء على مدار 24 ساعة ، أو متوسط سنوي 10 ميكروغرام لكل متر مكعب,و على مدى العمر ، يستنشق غير المدخن الذى يعيش مع مدخن حوالي 6 جرام من الجسيمات أكثر من غير المدخن الذين يعيش في منزل خالٍ من التدخين.
و أوضح بدران أن الأبحاث الحديثة بيّنت أن تلوث الهواء يمكن أن يضر نومك ويؤثر على مزاجك,وهناك صلة مباشرة بين جودة الهواء والصحة النفسية الشاملة و السعادة,وترتبط زيادة التعرض لثاني أكسيد النيتروجين والجسيمات الصغيرة مع فرصة انخفاض كفاءة النوم,مضيفًا" يتم زيادة التعرض البشري لملوثات الهواء خلال النوم بسبب التلامس الوثيق والحميم لجسم الإنسان مع السرير.
و تعتبر الأسرّة والوسائد بمثابة مستودعات للغبار لمزيج معقد من البكتيريا والفطريات والمواد المثيرة للحساسية والمركبات العضوية المتطايرة التي قد تهاجم الناس أثناء النوم خاصة مع تقلبهم في الفراش .
و تلوث الهواء يعوق النوم الصحي خاصة الأطفال ، إذ يسبب صعوبة في بدء النوم، و صعوبة في الاستمرار في النوم، و قلة فترة النوم :خاصة مع تلوث الهواء بأدخنة التبغ ، فكل سيجارة تستنشقها ولو كنت غير مدخن تقلل من فترة نومك، و قد يتسبب تلوث الهواء في تورم مجرى الهواء العلوي ، ويؤدي إلى تلف الأغشية المخاطية للأنف والحلق ، وربما يسبب توقف التنفس أثناء النوم.
و يوصي الدكتور مجدي بدان بالحد من قيادة السيارات الخاصة باستخدام وسائل النقل العام وركوب الدراجات والمشي وضرورة المحافظة على الطاقة ، وتذكر إطفاء الأنوار وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة الكهربائية في حالة عدم استخدامها ، وتشغيل غسالات الأطباق وغسالات الملابس فقط عند اكتمال سعتها ، واستخدام مصابيح الإضاءة الموفرة للطاقة,وغلق حاويات
المنظفات المنزلية ، والمواد الكيميائية ، والمذيبات لمنع تطاير المركبات العضوية و تبخرها في هواء المنزل ,وفتح النوافذ والأبواب لزيادة تدفق الهواء لمنح منزلك و تهوية أفضل ، و تأكد من أن موقد الغاز الخاص بك جيد التهوية ، و قم بإزالة السجاد إذا أمكن ، و احتفظ بالقمامة مغطاة ، و أزل الحذاء عند الباب ، واجعل منزلك خاليا من التدخين، مع تنظيف الأسطح في الأماكن المغلقة بالكنس بالشفط و المسح المتكرر بقطع قماش قطنية مبللة بالماء أو المطهرات الطبية .
و من الأهمية غسل اليدين و الوجه مع تنظيف الأنف والفم و العينين عدة مرات يوميا، و تناول مضادات الأكسدة الطبيعية و مصادرها الفواكه والخضراوات الطازجة ، و شرب الماء بوفرة لقدرته على غسل الجسم من السموم وتخفيف تركيزاتها ، و زرع شجرة على الأقل لكل فرد في الأسرة , مما يزيد من الرئة الخضراء للكوكب الذي تم بتر رئته و تجريف غاباته الخضراء , و تفعيل قوانين البيئة , و صيانة المركبات .
و على مرضى الحساسية تناول الأدوية الموصوفة لهم خاصة أدوية الوقاية من الأزمات التفسية , وإرتداء الكمامات حال الخروج أوقات حدوث الأدخنة الضارة.
قد يهمك ايضا