البروفيسور فوزي

أكّد البروفيسور فوزي ميكو أخصائي أمراض النساء والتوليد، أنّ سرطان عنق الرحم يأتي في المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي الذي يُصيب النساء في المغرب، كما أنّ كل امرأة معرّضة للإصابة بالفيروسات المسببة لسرطان عنق الرحم، والذي عادة ما يتطور ببطء شديد، ويبدأ كحالة سرطانية تسمّى خلل التنسج، هذه الحالة يمكن الكشف عنها بواسطة فحص مسح عنق الرحم، ويمكن معالجتها في هذه المرحلة، كما أن العلاقات الجنسية المبكرة غير المحمية تسبب سرطان عنق الرحم.

وأوضح البروفيسور فوزي ميكو، خلال مقابلة له مع "اليمن اليوم"، أن سرطان عنق الرحم هو تحول خلايا عنق الرحم بعد الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري إلى خلايا سرطانية خارجة عن السيطرة يمكنها التحول إلى ورم في عنق الرحم والانتشار بعد ذلك إلى الأنسجة المجاورة، ويعدّ ثاني سرطان يصيب النساء في المغرب حسب جميع الإحصائيات إذ يأتي في المرتية الثانية بعد سرطان الثدي.
وعن سؤال بشأن سبب الإصابة بهذا الورم القاتل، أجاب البروفيسور فوزي ميكو، أنه حسب الأبحاث التي أجريت خلال السنوات الأخيرة، أن جميع أنواع هذه السرطانات يرتبط مع بعض من هذه الفيروسات، وهي فيروسات كثيرة الانتشار خاصة بين الشباب، وهناك أكثر من 120 نوعا غالبيتها تؤثر على بعض أنواع الجلد والأغشية، وتؤدي إلى التهابات حميدة، في حين أن القليل منها قد يتطور في بعض الأحيان إلى سرطان عنق الرحم.

وعن سبب ظهور هذه الفيروسات، أجاب فوزي ميكو، أن هذه الفيروسات تنتج عن طريق العلاقات الجنسية، والممارسة في سن مبكرة، وتعدد الشركاء، وإهمال النظافة أو العازل الطبي عند الممارسة، كما أكدت الدراسات أن ارتفاع خطورة هذه الفيروسات على عنق الرحم يزيد عند النساء المدخنات.

وبيّن فوزي ميكو أن أعراض سرطان عنق الرحم ظهور حدوث نزيف مهبلي غير طبيعي خاصة بعد الجماع أو بعد الغسل المهبلي، بالإضافة إلى إفرازات مهبلية غير عادية، وألم في الحوض، ثم ألم عند الجماع، وفي بعض الأحيان بعد انتشار السرطان إلى الأعضاء المجاورة، يحدث نزيف عند التبول أو نزيف مستقيمي.

وعن كيفية الكشف عن سرطان عنق الرحم، أجاب فوزي ميكو أن القيام بالكشف المبكر عن طريق مسحة عنق الرحم وهي طريقة سهلة يجب على المرأة بعد السنة الأولى أو الثانية من الممارسة الجنسية أن تقوم بها، وذلك بصفة دورية على الأقل مرة كل سنتين، وهو فحص يجب القيام به رغم عدم ظهور العلامات السريرية للسرطان السابقة الذكر، والهدف من هذا الفحص المبكر هو تشخيص الآفات السابقة للتسرطن التي يمكن علاجها والتشخيص المبكر للسرطان، وبالتالي الزيادة من فرص نجاح العلاج، ويتم الكشف أيضا بواسطة تنظير المهبل وعنق الرحم في بعض الأحيان.

وأكد فوزي ميكو أن هناك ثلاثة أنواع رئيسية للعلاج وذلك حسب مراحل انتشار السرطان التي تتم في غالب الأحيان بعد التشخيص السريري بالرنين المغناطيسي النووي، أولا: الجراحة التي ترتبط بمدى انتشار السرطان، والتي تهدف إلى استئصال عنق الرحم أو استئصال الرحم الكلي مع عنق الرحم وجزء من المهبل والغدد اللمفاوية للحوض، ثانيا العلاج الإشعاعي الذي يقلص حجم الورم ويدمر قدرة الخلايا السرطانية على التكاثر، ثالثا العلاج الكيميائي المضاد للسرطان.

وعن كيفية حماية المرأة نفسها من سرطان عنق الرحم، أجاب فوزي ميكو أن هناك وسيلة جديدة للوقاية من فيروس الورم الحليمي البشري وهي اللقاح عند الفتيات ابتداء من 14 عاما، وما فوق أو عند كل امرأة لم تبدأ الحياة الجنسية، وأظهرت الدراسات فعالية هذا اللقاح في ما يقارب 90 في المئة من نسبة المؤشرات المسبقة لسرطان عنق الرحم.​