القاهرة - أسماء سعد
كشفت رئيس قطاع الصحة النفسية في وزارة الصحة المصرية منن عبدالمقصود، عن الأمراض النفسية الأكثر شيوعا في المجتمع، ورؤيتها لطرح حلول تكافح تفاقم الانتحار وظواهر الطلاق والإدمان، وبسؤالها عن المجتمع المصري وما يواجهه من أمراض نفسية، أوضحت أن "الاكتئاب والقلق وألزهايمروالشيخوخة" على رأس قائمة الأمراض التي يعاني منها المجتمع، إلا أن ذلك ليست مسألة مزعجة بالنظر إلى أن كل شعوب ودول الأرض لديها مشاكل من هذا القبيل، ولكن المزعج هو نظرة المواطن حتى الآن للعلاج النفسي على أنه "وصمة عار"، رغم أن تلك الأمراض لا تختلف عن العضوية أبدا.
وبيّنت، لم نقف مكتوفي الأيدي في كل الأحوال، ونولي قطاع الصحة النفسية أهمية بالغة، ولدينا برامج كاملة للكشف بشكل استباقي ومبكر على الأمراض، وذلك في كل محاظات الجمهورية، وأؤكد أن نسبة لا تقل عن 75% من المرضى النفسيين تتحسن حالاتهم بعد الخضوع للعلاج، وبسؤالها عن زيادة حالات الانتحار، تحت عجلات المترو تحديدا، اعترفت بشيوع الأفكار الانتحارية بين صفوف الشباب تحديدا، إما لضغوط معيشية يتعرضون لها أو قلة خبرة ممزوجة بيأس تدفهم لاختيار الانتحار، ونحن في الحكومة المصرية نتحسب للموضوع جيدا ونوليه كل درجات الاهتمام، ونبذل منذ شهور مجهود منظمة وممنهجة لتحريك فرق، سواء توعوية أو تعاونية لمنع الانتحار بمحطات المترو.
وأضافت: "قمنا بتدريب مئات الشباب ودشنا حملة "حياتك تستاهل تتعاش" والتي تضم كوادر تلقت تدريبها على يد اكبر مستشارين وأساتذة الطب النفسي، وقمنا بنشرهم في الجامعات والحدائق ومحطات المترو المزدحمة، بأجندة واضحة، وهي إزالة الأفكار السوداوية والانتحارية، واعتماد الحوار المباشر لتطهير أفكار الشباب من النزعات الانتحارية، والتواصل المباشر هو سلاحنا في هذه المعركة"، وعن علاقة الانتحار بالإدمان وجهود الدولة للقضاء عليه، أكدت أن هناك علاقات متشعبة بين الإدمان وتدمير الحياة وبين الإقبال على الانتحار، وأنه لأجل ذلك فهناك تعاون كامل وتنسيق شامل بين جهات مختلفة في الدولة للقضاء على الإدمان وتحديدا في صفوف الموظفين، فقمنا بعمل ما يشبه "المصيدة" لأي متهرب من الكشف على الإدمان، بتعاون بين وزارة الصحة والطب والشرعي والمعامل الخاصة به، وفرق الانتشار الأمنية في الشوارع.
واستطردت: "بخلاف الدور التوعوي، فالتلويح دوما بالكشف والعقاب حال اكتشاف الإدمان يؤدي لانحسار الظاهرة بشكل كبير، ونقوم الآن بمسح شامل لحميع المصالح والوزارات الخدمية تحديدا، لسحب العينات، والتصدي للإدمان، الذي إما أن يؤدي للانتحار، أو فقد الأرواح بسبب الإهمال والرعونة"، وعن الاستفادات المتوقعة من برنامج التأمين الصحي، قالت إنه سيشمل تنفيذ توصية منظمة الصحة العالمية بدمج خدمات الصحة النفسية في وحدات الرعاية الأولية، بمعنى أنه يمكن لأي مواطن أن يحصل على خدمية للصحة النفسية دون أن يتوجه خصيصا لمستشفى نفسي متخصص، وإنما من أي وحدة صحية، وعن الدوافع النفسية لحالات الطلاق التي ارتفعت بشكل ملحوظ، قلت إن تلك الظاهرة وراءها أبعاد نفسية عديدة تتحكم فيها بشكل كبير، من حيث غياب مهارات التواصل ولغة الحوار، وعدم القدرة على اكتشاف شخصية كلا من الزوجين، وأصبحنا نمتلك أطباء متخصصين فى علاج وتأهيل الحالات المرضية نفسيًا ما بعد الكرب والصدمات، بخلاف مشروعات تثقيفية للحد من حالات الطلاق بشكل استباقي
قد يهمك ايضا: