واشنطن _ اليمن اليوم
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يريد صفقة نووية جديدة مع إيران، تكون "مفيدة" لطهران وتسمح للولايات المتحدة بتفتيش المنشآت الإيرانية. وفي كلمة له أمام أنصاره في ولاية إنديانا الأميركية، جدد ترامب وصفه لاتفاق إيران النووي بأنه "كارثي" وأنه "من أخطر أخطاء الإدارة الأميركية السابقة"، كونه لا يمنع طهران من الحصول على السلاح النووي.
واعتبر ترامب أن "دول الشرق الأوسط الأخرى التي لديها المال"، ستبدأ البحث عن فرص الحصول على أسلحة نووية، "وهذا من شأنه أن يؤدي إلى كارثة". ووفقا لترامب، فإن الصفقة "أهدت النظام الإيراني مليارات الدولارات، أي 150 مليار دولار إضافة إلى 1,8 مليار دولار نقدا، ستصرف على أعمال القتل والتدمير في الشرق الأوسط بأسره".
وقال الرئيس الأميركي: "انطلاقا من ذلك، نقدم على تطبيق أشد العقوبات ضد إيران وأكثرها قسوة وصرامة. وآمل أن أتمكن من التوصل إلى صفقة جيدة معهم، صفقة عادلة، وتستفيد منها إيران، لكن لا يمكننا السماح لهم بامتلاك أسلحة نووية".
وشدد ترامب على وجوب أن تكون الولايات المتحدة "قادرة على زيارة المنشآت الإيرانية وتفتيشها"، و"الدخول إلى القواعد العسكرية الإيرانية لنرى بأم عيننا ما إذا كانوا يحتالون أم لا". وكان ترامب قد أعلن الثلاثاء الماضي عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، الذي تم التوصل إليه بين "السداسية" وطهران سنة 2015. كما أعلن ترامب استئناف العمل بكافة العقوبات التي تم تعليقها نتيجة التوصل إلى هذه الصفقة.
وقال دبلوماسيون فرنسيون إن قرار ترامب الذي أعلنه في خطاب الثلاثاء جاء رغم جهود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لثنيه عنه. واعتبر لو دريان أن الوضع أصبح "خطيرا جدا" في الشرق الأوسط من جراء التداخل بين "المسألتين السورية والإيرانية".
وقال لودريان في حديث لتلفزيون "بي إف إم"، "إنه وضع في منتهى الخطورة"، مشيرًا إلى أن الوضع "في المنطقة كان مزعزعا للغاية مع الحرب في سورية، وقد أدى إعلان انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق فيينا (المتعلق ببرنامج إيران النووي) إلى تأجيج زعزعة الاستقرار".
وبعد يومين من إعلان انسحاب واشنطن من هذا الاتفاق، اتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إيران بـ"تجاوز خط أحمر" بإطلاقها ليل الأربعاء الخميس صواريخ على مواقع إسرائيلية في هضبة الجولان، ما دفع إسرائيل إلى الرد بقصف عشرات الأهداف الإيرانية في سورية.
وتابع لودريان "ما كان يخشى حدوثه، بدأ يتحقق. المسألة السورية والمسألة الإيرانية بدأتا تتداخلان ما يؤدي إلى وضع شديد التوتر". وأسفرت الضربات الإسرائيلية على مناطق عدة في سورية عن مقتل 23 عنصرا على الأقل، هم خمسة من قوات النظام السوري و18 عنصرا من القوات الموالية له، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس.
وأدان البيت الأبيض في بيان "الهجمات الاستفزازية بالصواريخ التي قام بها النظام الإيراني من سورية"، مضيفا "ندعم بقوة حق إسرائيل في التحرك للدفاع عن نفسها". ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلا من إسرائيل وإيران إلى "نزع فتيل التصعيد"، في حين طلبت وزارة الخارجية الفرنسية من طهران "الامتناع عن أي استفزاز عسكري وحذرتها من أي محاولة للهيمنة الإقليمية".