المجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة عدن

هدد المجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة عدن جنوب اليمن، الحكومة الشرعية التي يقودها أحمد عبيد بن دغر.  وأعلن المجلس الجنوبي، الأحد، حالة طوارئ في مدينة عدن حتى اسقاط الحكومة الشرعية بعد اتهامها بالفساد.

وأعلنت اللجنة للعامة للمجلس الانتقالي في بيانها الصادر في ختام الاجتماع الذي رأسه "عيدروس الزبيدي" ، البدء بإجراءات إسقاط الحكومة الشرعية، مشددة  على رفض أي تواجد لقوات شمالية في مدينة عدن، وكذا رفض انعقاد جلسات مجلس النواب فيها، وحدد المجلس الانتقالي، أسبوع، لإقالة الحكومة الشرعية برئاسة أحمد عبيد بن دغر .

والقى عيدروس الزبيدي كلمته المليئة بالتناقضات خوفا من المصالح المشتركة مع الإمارات العربية المتحدة ومحاولة لإرضاء الشارع الجنوبي، حيث قال "نرفض تواجد اي قوات شمالية في الجنوب في إشارة إلى تواجد طارق صالح نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح،   وقيادات عسكرية في معسكر العند". ولكننا "نقدر ونتفهم مصلحة التحالف العربي في ضرورة بناء قوات شمالية والتي من بينها قوات تابعة لطارق صالح  لمحاربة الحوثي في الشمال!"

وكشفت قيادات بارزة في المقاومة الجنوبية انسحابها من اجتماع المجلس الانتقالي وقادة المقاومة الذي عقد الأحد في مدينة عدن، وجاء إعلان قادة بارزين يتقدمهم الطيار الركن " عادل الحالمي " انسحابهم من اللقاء ومخرجاته، بسبب ما أسموه التناقض الواضح في البيان الذي قالوا أنه جاء جاهزا في الاجتماع ولم يتم التشاور بين قيادات المقاومة على صيغته المعلنة .

وبعد تلاوة البيان، أعلنت تلك القيادات رفضها القاطع للتناقض الواضح في البيان وضجت قاعة الاجتماع وأخذ عيدروس الزبيدي الميكرفون وصاح قائلا "من لديه اعتراض على البيان يلحقني إلى بيتي " حسب معلومات أدلى بها حاضرون في اللقاء . وقال القيادي في المقاومة الجنوبية "عادل الحالمي" إنه وعدد  قيادات المقاومة الذين انسحبوا من اللقاء الذي كان من المقرر أن تتم فيه مناقشة عدد من القضايا المهمة، مشيرًا إلى انهم فوجئوا بوجود بيان جاهز وهو خلاف ماتم الاتفاق عليه.

وتابع قائلا :"اضطرت قيادة المقاومة الجنوبية الى الانسحاب  وماصدر عن هذا اللقاء لايمثلها لامن قريب ولا من بعيد". وأوضح الحالمي أن هناك عدة أسباب للانسحاب، أهمها انه كان في تنسيق مسبق مع قيادة المجلس بشأن محاور الاجتماع وعدد من القضايا، ولكنه فوجئ بأن الامور معدة مسبقآ ولا وجود للمقاومة الجنوبية في ذلك، وأكد  الحالمي رغم أنه حضر سلسلة اجتماعات ولقاءات سابقة منذ اكثر من ستة أشهر مع عدد من قيادات المقاومة الجنوبية في حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى ولحج وابين، حتى تم التحضير واللقاء لهذا اليوم مع المجلس الانتقالي بحضور ممثلين عن كل المحافظات الجنوبية للتحاور على طاولة واحدة بين جميع الأطراف الجنوبية دون وصاية أحد على أحد، وأضاف " ولكن أن تهمش المقاومة الجنوبية الحقيقية او ان يكون أحد وصيا عليها فهذا شي مرفوض.

وفي أول رد حكومي، حول اعلان مجلس الانفصال منع جلسات البرلمان في مدينة عدن أكد رئيس الحكومة اليمنية، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، إن مجلس النواب سينعقد الشهر القادم في العاصمة المؤقتة عدن. وقال بن دغر إن الجلسة المرتقبة ستكون لإقرار الموازنة العامة للدولة.

من جانبه، أعلن وزير النقل بالحكومة الشرعية صالح الجبواني عدم اعترافه بما يسمى بالمجلس الانتقالي الذي يرأسه عيدروس الزبيدي. وقال الجبواني خلال تغريدة على صفحته بتويتر الأحد: انا بالنسبه لي لا اعترف بالمجلس الانتقالي الجنوبي بعد اليوم واعلنها أمام الجميع انه لايمثلني.

وانتقد المحامي والمستشار القانوني هائل سلام موقف المجلس الإنتقالي الجنوبي" والمقاومة الشعبية بالجنوب، وقال سلام في منشور له بصفحته على مواقع التوصل الاجتماعي"فيسبوك"، لا "يعترفون بالشرعية ويطالبونها بتقديم وتحسين الخدمات واضاف "وعندما تعلن الحكومة "الشرعية" ميزانيتها لغاية النهوض بواجباتها، يعلنون هم رفض إنعقاد مجلس النواب لإقرار تلك الميزانية، التي ستمكن الحكومة من تقديم وتحسين الخدمات، التي يطالبون بها".وختتم سلام حديثه قائلا "ظاهرة فريدة في عالم السياسة والإجتماع"، وقال "جديرة حقا بالدراسة والرصد".

وتشهد مدينة عدن توترا امنيا ملحوظا  بين القوات الموالية للحكومة الشرعية والمقاومة الجنوبية عقب اعلان المجلس سعيه لاسقاط حكومة بن دغر ، مما يشير الى ان المدينة ستشهد حربا بين الطرفين.  وكان قد اعلن اللواء عيدروس الزبيدي محافظ العاصمة المؤقتة عدن المقال، عن تأسيس المحلس الانتقالي الجنوبي في الـ11 من شهر مايو/أيار 2017، ويسعى المجلس الى انفصال الجنوب اليمني عن شماله.