واشنطن ـ يوسف مكي
كُشف، أخيرًا، أنه سيجري إدراج بحث التوصل لتسوية للأزمة السورية في جدول أعمال اجتماع محتمل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبك) المقررة في فيتنام هذا الشهر.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية، عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قوله إن من مصلحة الرئيسين أخذ الوقت الكافي في مناقشة القضية، مشيرًا إلى أنه “يجري تحضير ملف الأزمة السورية” واحداً من الموضوعات التي سيبحثها الرئيسان خلال لقاء مرتقب بينهما الأسبوع المقبل، وكان الكرملين قد أعلن في وقت سابق أن بوتين وترمب قد يلتقيان على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي، المرتقبة في فيتنام الأسبوع المقبل، وعبر بيسكوف أمس عن أمله في أن “يجد الرئيسان إمكانية لمحادثات مطولة قدر الإمكان”، لافتاً إلى أنه هناك الكثير من القضايا التي يجب بحثها بين الجانبين، وأشار في هذا السياق إلى الأزمة السورية، وتطورات إيجابية في سورية، معبراً عن قناعته بالحاجة إلى “جهود مشتركة للانتقال إلى مستوى جديد نوعياً في مجال التسوية السورية”، وشدد على أن هذا الأمر “يتطلب بشكل أو بآخر تعاوناً” بين موسكو وواشنطن.
وتواجه روسيا اتهامات وبصورة شبه يومية للقوات الأميركية في سورية، كان آخرها أول من أمس، حين حمّل مركز حميميم القاعدة الأميركية في التنف المسؤولية عن عدم حصول اللاجئين في مخيم الركبان على مساعدات إنسانية، والسعي لتشكيل “معارضة معتدلة” جديدة، و”جيش وطني سوري”، ورفضت واشنطن تلك الاتهامات، وقالت الخارجية الأميركية أمسك إن “التصريحات الروسية غير صحيحة”، وأكدت أن “الولايات المتحدة طوال فترة النزاع قدمت مساعدة ملموسة مادية وعملياتية لفرق الأمم المتحدة العاملة في معسكر الركبان للاجئين”، وأشارت إلى أن “واشنطن أبلغت الجانب الروسي باستعدادها للمساعدة في نقل المساعدات الإنسانية، إلا أن النظام السوري عرقل تلك الجهود”، ودعت الخارجية الأميركية روسيا إلى “التركيز على ممارسة الضغط على النظام السوري، ليسمح بوصول قوافل الأمم المتحدة المحملة بمساعدات إنسانية إلى مخيم الركبان”.
وقال مصدر مطلع، إن موسكو تشعر بالقلق إزاء تراكم كم كبير من الخلافات مع واشنطن حول الشأن السوري، لا تقتصر على السباق ميدانيا للسيطرة على المناطق السورية الغنية بالثروات الطبيعية، بل وتشمل جوانب تؤثر على آفاق التسوية، ومستقبل الوضع في سورية وتداعياته على الأمن الإقليمي، ونظراً للمرحلة “الحرجة الحساسة” التي تمر بها الأزمة السورية، فإن البحث عن سبل التعاون بين موسكو وواشنطن في شتى جوانب الملف السوري، للمرحلة الحالية، والمراحل المقبلة، سيكون محط اهتمام خلال أي محادثات أميركية - روسية، بما فيها محادثات بوتين وترامب، حسب قول المصدر، الذي أشار إلى أن روسيا تسعى حاليا لتنظيم حوار سوري واسع عبر مؤتمر اقترحه الرئيس بوتين، ويأتي بمثابة إعلان عن انتهاء المرحلة الفعالة من العمليات القتالية في سورية والدخول في مرحلة التسوية السياسية، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تتحدث أيضاً عن قرب انتهاء مرحلة الحرب على التطرّف في سورية، وضرورة الانخراط في جهود التسوية السياسية، واعتبر أن هذا يؤكد وجود نقاط مشتركة في العموميات بين الجانبين، ولا بد من بحث التفاصيل على أمل التوصل إلى صيغة عمل مشترك.
وواصلت القاذفات الاستراتيجية الروسية يوم أمس قصفها لليوم الرابع على التوالي مواقع “داعش” في البوكمال في محافظة دير الزور، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن “قاذفات استراتيجية روسية من طراز (تو - 22 إم 3)، قامت يوم 4 نوفمبر (تشرين الثاني) بعبور الأجواء الإيرانية والعراقية، ووجهت ضربة جوية جماعية ضد مواقع المتطرّفين في البوكمال”، وأوضحت الوزارة، أن القصف استهدف مستودعات أسلحة ومقرات قيادة لتنظيم داعش في المنطقة، وكانت مواقع مماثلة في المدينة ذاتها هدفا أول من أمس لعملية قصف جوي وبحري روسي شاركت فيه ست قاذفات استراتيجية من طراز “تو - 22” والغواصة “كولبينو” التي أطلقت من البحر الأبيض المتوسط 6 صواريخ “كاليبر” المجنحة من وضعة “تحت الماء” على أهداف في البوكمال.