برلين _ اليمن اليوم
شهدت مدن ألمانية عديدة السبت، تظاهرات واسعة شارك فيها الآلاف من الأشخاص الذين يرفضون تجريم منظمات غير حكومية تقوم بمهمة إنقاذ اللاجئين في البحر المتوسط مهددين بالغرق، مثلا منظمة "لايف لاين" الألمانية، ففي برلين، تظاهر نحو 12 ألف شخص وفق المنظمين، لكن الشرطة تحدثت عن "بضعة آلاف"، بحسب إذاعة "آر بي بي" المحلية العامة. وارتدى بعض المتظاهرين ثيابا برتقالية وسترات انقاد ورفعوا لافتات كتب عليها "اللاإنسانية ليست رأيا سياسيا" و"حقوق الإنسان لا تنتهي في البحر المتوسط".
وطالب المتظاهرون الحكومات الأوروبية، وفي مقدمتهم الحكومة الألمانية بتوفير طرق قانونية شرعية وآمنة لوصول المهاجرين إلى أوروبا. كما طالبوا بعدم تجريم المنظمات غير الحكومية التي تقوم بمهمة إنقاذ اللاجئين المهددين بالغرق وسط البحر المتوسط، وكما في مدن ألمانية أخرى، مثل ميونيخ ولايبزيغ، لبى هؤلاء دعوة منظمات تساعد المهاجرين في مقدمها منظمة "لايف لاين" الألمانية التي ساهمت سفينة تابعة لها في تصعيد التوتر في أوروبا حول ملف الهجرة. وقد رست السفينة التي كانت تقل أكثر من 230 مهاجرا في مالطا بعدما منعت من الوصول إلى الموانئ الإيطالية. كما شهدت مدن بريمن وهانوفر، وهايدلبيرغ مظاهرات مماثلة لنفس الغرض.
واتهم المتظاهرون وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، المتشدد في ملف الهجرة، "باستغلال بؤس الناس في البحر" لخدمة مصالحه السياسية، على غرار المستشار النمساوي سيباستيان كورتز ووزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، واعتبر منظمو هذه التظاهرات، التي سميت "جسورا بحرية"، أن هؤلاء "يستهزؤون بحقوق الإنسان وهذا أمر مشين ولا يمكن احتماله"، حسب تعبيرهم. يذكر أن تحالفا على مستوى عموم ألمانيا دعا إلى التظاهرات والذي شمل 13 منظمة غير حكومية منها "زيووتش، وميشين لايف لاين، وزي آي، وبينغ كولوكشين وغيرها.
في غضون ذلك، دعا مقدمو برنامج تلفزيونية معروفون إلى حملة تبرعات لصالح المنظمات غير الحكومية لمواصلة نشاطها الإنساني في البحر المتوسط. إذ دعا مقدم البرامج الساخرة الألماني يان بوميرمان إلى جمع تبرعات لصالح قبطان سفينة "لايف لاين" كلاوس بيتر رايش الذي يمثل أمام محكمة مالطية حاليا بتهمة خرق القوانين البحرية، حسب ادعاء السلطات القضائية في مالطا.
يذكر أنه ومنذ بداية 2018، قضى أكثر من 1400 شخص خلال محاولتهم عبور المتوسط بحسب أرقام المنظمة الدولية للهجرة.