واشنطن - يوسف مكي
أكدت الولايات المتحدة أهمية ما تشهده العلاقات السعودية- العراقية من تطور، إلى جانب التحسن الكبير في مبادرات ديبلوماسية بين العراق والأردن والكويت، ودعم هذه الدول إعادة الإعمار في العراق لمرحلة ما بعد “داعش”.
ورحب مبعوث الرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي ضد “داعش”، برت ماكغورك، بما بدر عن وزيري خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير، والعراق إبراهيم الجعفري في اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في التحالف الدولي، والذي استضافه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في نيويورك الجمعة.
وأوضح ماكغورك في لقاء صحافي أن “ما سمعناه من الوزيرين الجبير والجعفري مهم جداً عن تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين، وهذا تغيّر أساسي مهم رأيناه أخيراً، وإحدى ترجماته فتح معبر حدودي بين العراق والمملكة العربية السعودية، والاستعداد حالياً لفتح معبر آخر، وبدء الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين”.
وأشار ماكغورك إلى وجود العديد من المبادرات الثنائية بين الرياض وبغداد “منها فتح طريق تجاري بين البحر الأحمر ومحافظة الأنبار التي كانت تحت سيطرة داعش، وهو أمر يدعو إلى الترحيب”. وأشار ماكغورك إلى أن الكويت أبلغت وزراء خارجية الدول الأعضاء في التحالف ضد “داعش” أنها “ستستضيف مؤتمراً لإعادة إعمار العراق مطلع العام المقبل”، مضيفاً أن الولايات المتحدة “ستتأكد من أن يكون هذا المؤتمر ناجحاً، وسنجري اتصالاتنا بالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي” لهذا الغرض. وقال إن الأردن أيضاً أعاد فتح المعبر الحدودي مع العراق بعد ثلاث سنوات من إغلاقه، “وهو طريق مهم للحركة التجارية” بما يصل إلى مليار دولار، وفي شأن استفتاء كردستان العراق، حذر المسؤول الأميركي من أن “الاستفتاء يحمل الكثير من الأخطار، وتبعاته ستكون أمراً لا تستطيع الولايات المتحدة أن تسيطر عليه، وهو أمر ينطوي على أخطار عديدة”.
وقال ماكغورك إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحث مسألة الاستفتاء خلال لقائه الثنائي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نيويورك “وسنواصل العمل مع كل الأطراف في شأنه، لأن هناك عدداً من الأفكار على الطاولة الآن"، مبيّنًا أنّ الولايات المتحدة أعدت “خطة لإعادة الاستقرار” لمرحلة ما بعد داعش في الرقة وشمال سورية “لتسهيل عودة النازحين إلى منازلهم” تتضمن نزع المتفجرات والألغام وتأمين المياه والكهرباء والمراكز الطبية”، مشيراً إلى أنها نشرت أيضاً “ديبلوماسيين أميركيين من خبراء التنمية” في مناطق سورية منذ ثلاثة أشهر.
وأضاف ماكغورك في لقائه الصحافي في نيويورك أن استعادة القوات الحكومية السورية مناطق من سيطرة تنظيم “داعش” لن يؤمن الاستقرار فيها، مشدداً على أن ضمانة عودة المهجرين إلى هذه المناطق تكون باستعادتها على أيدي “قوات سورية الديموقراطية”. وأوضح أن الوقائع الميدانية تدل على أن النازحين واللاجئين “لا يعودون إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات السورية من داعش، لكنهم يعودون فقط إلى المناطق التي تستعيدها قوات سورية الديموقراطية”، وأكد في هذا الإطار، أن المناطق “المحررة من داعش ستوضع تحت إدارة محلية إلى حين التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة” في سورية، مشيراً إلى أهمية الدور الذي يقوم به “مجلس الرقة المدني الذي يضم مئة شخص من السوريين، في إيصال المساعدات وجهود استعادة الاستقرار”. وأضاف أن “الديبلوماسيين الأميركيين الذين نشروا في هذه المناطق يعملون مع العسكريين الأميركيين لتهيئة الظروف لعودة النازحين والمهجرين وتأمين الخدمات الأساسية”.
وقال إن قرار نشر هؤلاء اتخذه وزير الخارجية ريكس تيلرسون منذ ثلاثة أشهر “ورغم أن عدد هؤلاء الديبلوماسيين ليس كبيراً، إلا أن وجودهم أثبت فاعليته”، وأضاف أن استعادة الرقة بالكامل من “داعش” باتت مسألة وقت، إذ إن سيطرة التنظيم انحسرت في ثلاثة أحياء فقط في المدينة. وأكد أن الولايات المتحدة بحثت مع روسيا على أعلى المستويات تجنب الحوادث بين الجانبين والقوات التي يدعمانها “وسنتمكن من معالجة هذا الأمر، خصوصاً أننا وروسيا نشترك في هدف التركيز على داعش وتجنب مثل هذه الحوادث”، وفي شأن الوضع في إدلب، أكد ماكغورك أن التحالف “يدعم ما تقوم به تركيا بالكامل، وسنقدم إلى تركيا كل ما نستطيع للتعامل مع مشكلة إدلب التي تعيش وضعاً معقداً جداً”.