باراك اوباما رئيس اميركا

قبل الخوض في أسباب اهتمام الولايات المتحدة بشأن استمرار بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أو خروجها منه، يجب أن نوضح شيئا سريعا: أمريكا لا تهتم بالقضية، والمؤسسة السياسية تهتم بها.

أظن أنك لو سألت أمريكيا عاديا في الشارع عن كلمة "Brexit" "الكلمة الإنجليزية التي تشير إلى احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبية"، فإن أول ما قد يتبادر إلى ذهنه أنك تتحدث عن نوع من البسكويت الجديد لذيذ الطعم.

وبعيدا عن الصحف البارزة، مثل واشنطن بوست ووول ستريت جورنال ونيويورك تايمز، يكاد يغيب أي نقاش حول الاستفتاء المزمع في بريطانيا الشهر المقبل.

وأعتقد أنه لم يحدث نقاش بشأن القضية على شبكات التلفزيون الأمريكية، باستثناء وقت زيارة الرئيس باراك أوباما للندن وطرحه الأمر خلال مؤتمره الصحفي مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.

وحتى في هذا الموقف، فقد كان لقضية مستقبل علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي تبعات أقل بالنسبة للجمهور الأمريكي بالمقارنة من مأدبة الرئيس الأمريكي والسيدة الأولى مع ملكة بريطانيا ودوق أدنبره بعد يوم من احتمال الملكة بعيد ميلادها التسعين.

وبعد توضيح هذا الفارق، لنطرح هذا السؤال: هل تهتم مؤسسة واشنطن بهذا الأمر؟ الإجابة ببساطة هي نعم.

عندما كنت في لندن أثناء زيارة أوباما الأخيرة، قيل لي إن "المؤسسة" في الولايات المتحدة ليست بالفعل مهتمة بشأن مستقبل علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي، لكنها تدخلت بناء على طلب من كاميرون.

لكن هذا محض هراء، فلن تجد هذا العدد الكبير من وزراء الخزانة الأمريكيين السابقين يوقعون على خطاب إلى صحيفة "التايمز" دعما لبقاء بريطانيا في الاتحاد إذا لم يكونوا يؤمنون حقا بما يقولون.

وينطبق الأمر ذاته على قام به وزراء خارجية ودفاع سابقين ورؤساء لوكالة الاستخبارات المركزية ومستشارين معنيين بالأمن القومي.

نقلا عن أ.ف.ب