واشنطن ـ اليمن اليوم
رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، ردود فعل الشارع الأفغانى إزاء إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يوم أمس الاثنين عن استراتيجيته الجديدة هناك.
واستهلت الصحيفة تقريرا لها حول هذا الشأن - بثته على موقعها الإلكترونى اليوم الثلاثاء - بالقول إن المسئولين الأفغان استقبلوا هذا الإعلان بترحاب كبير، وأشاروا إلى تأكيداته بضمان تدفق الدعم العسكرى والاقتصادى والسياسى الأمريكى لأفغانستان، كما امتدحوا تبنيه موقفا حادا تجاه باكستان، التى ألقى عليها اللوم فى توفير ملاذات آمنة للإرهابيين و"عملاء الفوضى".
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأفغانى أشرف عبد الغنى خرج بعد وقت قصير من كلمة ترامب ليقول إنه "ممتن إلى الرئيس ترامب والشعب الأمريكى للتأكيد على دعم جهودنا فى تحقيق الاعتماد على الذات".
من جانبه، وصف السفير الأفغانى فى واشنطن كلمة ترامب بأنها "المرة الأولى التى يتم فيها التركيز على ما يجب أن تنجح فيه أفغانستان" ودلالة على الالتزام القوى "بأهدافنا المشتركة".
وأضافت الصحيفة أن ردود الفعل بين أوساط المحللين الأفغان والمعلقين كانت أكثر تباينا؛ فالبعض منهم أعرب عن تقديره للولايات المتحدة على عدم التخلى عن جهود الحرب، مثلما تعهد ترامب بذلك قبل انتخابه، فيما أكد آخرون أنه لن تفلح أى استراتيجية عسكرية أمريكية جديدة فى إقرار السلام والاستقرار ما لم تظهر الحكومة الأفغانية - التى أصابها الوهن بسبب الانقسامات الداخلية والهجمات الخارجية - قدرة على العمل بشكل أفضل وتحقيق إصلاحات ذات مغزى، وهو نوع من بناء الدولة استبعده ترامب بشكل خاص.
وأعرب عدد من المراقبين الأفغان عن قلقهم إزاء عدم إعلان ترامب بوضوح عن سياسته تجاه حركة طالبان المسلحة، فى حين أكد ضرورة منع الإرهاب الدولى من الانتشار.
فقد قال ترامب إن بلاده لن تسمح للمتمردين بـ"احتلال أفغانستان"، لكنه أشار فى الوقت ذاته إلى "إمكانية" تحقيق التسوية السياسية معهم فى المستقبل.
وفى باكستان، اعتبر محللون أن تهديدات ترامب غير المباشرة بقطع المساعدات ما لم تتوقف إسلام أباد عن "إيواء الإرهابيين" بمثابة خروج صارخ عن سياسات الولايات المتحدة الماضية التى اتسمت بالتسامح، لاسيما فى ظل التقارب الشديد مع خصم باكستان التقليدي،الهند.
وأضاف المحللون أن باكستان، التى تعتمد بشدة على المساعدات الأجنبية، لديها وسائل قليلة للرد على واشنطن.
فيما حذر البعض من الهجمات التى تشنها الولايات المتحدة عبر الحدود بجانب الغارات الجوية المكثفة.
ووفقا لـ"واشنطن بوست"، لم يبد الشعب الأفغانى الكثير من القلق حيال عدم إعلان ترامب عن الزيادة التى يعتزم إقرارها فى عدد القوات الأمريكية فى أفغانستان، وهى قضية حازت على تغطية كبيرة داخل الولايات المتحدة.
وأشارت بعض التقارير الإعلامية إلى أن ترامب أعطى تفويضا لوزير دفاعه جيم ماتيس باتخاذ هذه القرارات، وإنه يتوقع على نطاق واسع أن يتم إرسال ما بين 3 و4 آلاف جندى إلى أفغانستان، وان مسؤولين عسكريين أمريكيين أكدوا أن دور هذه القوات هناك سوف يقتصر على تدريب وتعزيز القوات الأفغانية، وليس الاضطلاع بدورهم.