عدن -عبدالغني يحيى
تشهد الساحة اليمنية صراعًا مريرًا من انتهاكات ميليشيا الحوثي في حق الشعب اليمني، من خلال احتجاز بعض المساعدات الإنسانية، فضلًا عن القصف المتزايد على المناطق المدنية من قبل مسلحيها ضد قوات الجيش اليمني، والتي تسفر عن تدميرة البنية التحتية وسقوط العديد من القتلى والجرحى من المدنيين والقوات اليمنية وأيضًا من صفوف الحوثيين، وإلى جانب ذلك يحاول مجلس الشيوخ الأميركي سيحاول تجاوز فيتو دونالد ترامب حظر التعاون الأميركي مع قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن.
ذكرت مصادر في صنعاء أن ميليشيات الحوثي وضعت عدداً من المسؤولين الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح تحت الإقامة الجبرية في منازلهم، وسط تهديدات من قيادات حوثية برفع دعاوى قضائية ضدهم بتهم تتعلق بالفساد.
يأتي ذلك فيما طالب زعيم الحوثيين بالتحقيق مع حكومة الانقلابيين، وتحديداً الوزراء المنتمين إلى حزب المؤتمر الشعبي العام، واتهمهم بالفساد في عدد من المؤسسات، والوقوف خلف تصاعد الأزمة الاقتصادية.
كما أن الحوثيين يعدون ملفات كبيرة للوزراء الموالين لصالح والتحضير لإحالتهم إلى القضاء، وقد استدعى برلمان الانقلابيين بصنعاء بن حبتور ووزراء حكومته للتحقيق.
وأوضحت المصادر أن الكثير من أتباع صالح يخشون على ممتلكاتهم التي تمكنوا من جمعها من صفقات فساد إبان تلك الحقبة من منازل وشركات تجارية مسجلة بأسماء مقربين منهم.
وفي السياق ذاته، اعتقلت الميليشيات 4 من قيادات نقابة قطاع النفط في صنعاء على خلفية رفضهم فساد قيادات حوثية في شركة النفط، وخطتهم لصرف مرتبات الموظفين بنظام الريال الإلكتروني الذي يمكن الحوثيين من التلاعب.
وداهم جهاز الأمن التابع لميليشيات الحوثي منازلهم ونقلهم إلى جهة مجهولة.
وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني من جهته دان اختطاف عدد من القيادات النقابية بشركة النفط اليمنية، مشيراً إلى تكرار حوادث الاختطاف والقمع والتنكيل الذي يتعرض له النقابيون ونشطاء المجتمع المدني والحقوقيون.
المهاجرين الأفارقة
تسخر الميليشيات الحوثية مرتزقة أفارقة بمائة دولار فقط تدفقوا إلى اليمن عبر الشريط الساحلي للقتال إلى جانبها تحشدهم في ثلاثة معسكرات في مدينة الحديدة مستفيدة من الهدنة المبرمة في استوكهولم التي أمنت بها الميليشيات الحوثية قصف التحالف.
هؤلاء المرتزقة يفدون بالآلاف إلى اليمن، كما تقول إحصاءات أممية قدرتهم بمائة وخمسين ألفاً في العام الماضي فقط أكثر من تسعين بالمائة منهم من إثيوبيا.
تبدأ مسيرة هؤلاء المقاتلين بتدريبات في هذه المعسكرات المتوزعة بين دير عيسى بمديرية بأجل والمراوعة تحديداً في مزرعة خاصة ومعسكر آخر في القاعدة البحرية شمال المدينة.
وفور جاهزيتهم تستعين بهم الميليشيات الحوثية في معاركها ضد الشرعية، في محاولة لتعويض النزيف البشري الذي تعاني منه قتلا أو أسرا وامتناع الكثير من المحسوبين عليها عن تلبية طلبات تزويدها بالمقاتلين من أبنائهم، ليكون البديل المرتزقة الأفارقة لتدني أجورهم واستبسالهم في القتال وشراستهم في ساحات الحرب.
أما التدريبات التي يتلقاها هؤلاء المرتزقة فتتنوع بين هندسة الألغام والمدفعية والقنص والإنزال البحري والغوص وحفر الخنادق والأنفاق وغيرها من الاختصاصات العسكرية.
فيتو ترمب بشأن اليمن
تقول مجلة "هيل" الأميركية، إن مجلس الشيوخ سيطرح فيتو الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي استخدمه ضد حظر التعاون الأميركي مع قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، للمناقشة الأسبوع المقبل.
وقال مكتب زعيم الأغلبية ميتش ماكونيل (جمهوري عن ولاية كنتاكي)، الخميس، إن "المجلس سيتناول فيتو الرئيس بشأن قرار اليمن في نهاية الأسبوع".
يذكر أن ترمب استخدم الفيتو ضد قرار الكونغرس، في وقت مبكر من هذا الشهر، وهو ما يُعتبر الفيتو الثاني له في رئاسته. وكان القرار يُطالبه بسحب أي قوات أميركية مشاركة أو مؤثرة في اليمن في غضون 30 يوماً باستثناء القوات التي تُحارب تنظيم القاعدة.
ونظراً لأن مجلس الشيوخ هو أول من صوّت على القرار المتعلق باليمن، فستكون أولى محاولات التجاوز في هذا المجلس، ولكن لا يُتوقع أن يحشد مجلس الشيوخ أو النواب أصواتاً تخولهم لتجاوز فيتو ترمب.
ومرر مجلس الشيوخ قرار اليمن بتصويت 54 صوتاً مقابل 46 صوتاً في الشهر الماضي. ولأن المؤيدين كانوا يستخدمون قانون سلطة الحرب، تمكّنوا من تمرير القرار بأغلبية بسيطة وتجنبوا فترة تأجيل القرار.
يُذكر أن ماكونيل لم يدعم القرار، ولم يُحدد مكتبه، الخميس، الإجراء الذي سيتخذه مجلس الشيوخ في معالجة "الفيتو". وسيتطلب تجاوز فيتو ترمب 67 صوتاً على الأقل في مجلس الشيوخ، أي ثلث الأصوات.
وبصرف النظر عن التصويت المباشر على تجاوز القرار، هناك عدّة أساليب إجرائية يُمكن أن يستخدمها الجمهوريون لمحاولة التعامل مع نص خطاب الفيتو.
وعلى سبيل المثال، يُمكن أن يحاول أعضاء مجلس الشيوخ إرسال القرار إلى اللجنة أو طرحه بشكل فعّال لإبعاد رسالة الفيتو وإنهاء محاولة التجاوز، وفقاً لخدمة أبحاث الكونغرس.
أحدث الموقف من السعودية انقساماً بين ترمب والكونغرس، غير أن عمليات الإحباط في الكابيتول هيل (مبنى الكونغرس) المتعلقة بالعلاقة السعودية الأميركية حدثت منذ سنوات، حيث استخدم تجاوز الفيتو ضد الرئيس السابق أوباما عندما أسقط الكونغرس محاولاته في منع تشريع يسمح لأسر ضحايا 11 سبتمبر بمقاضاة السعودية في المحاكم الأميركية.
تدمير تعزيزات للحوثيين في الضالع ولحج
كثفت طائرات تحالف دعم الشرعية في اليمن غاراتها خلال الساعات الماضية، في مواجهة لحشود ميليشيات الحوثي في المحافظات الجنوبية القريبة من عدن، مستهدفةً تعزيزات ومجاميع مسلحة تابعة للميليشيات على خطوط الإمداد المؤدية إلى جبهات القتال شمالي محافظتي لحج والضالع.
وأفادت مصادر قناتي "العربية" و"الحدث" بأن مقاتلات التحالف دمرت أربع عربات عسكرية كانت تحمل مقاتلين تابعين للميليشيات وعربة تحمل مدفعا ومركبة قتالية من نوع "بي إن بي" غرب منطقة مريس شمال الضالع.
واستهدفت مقاتلات التحالف تجمعا آخر للميليشيات الحوثية جنوب مدينة دمت، كان عناصره يستعدون لخوض القتال ضد قوات الشرعية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 20 حوثياً.
تأتي هذه الغارات بالتزامن مع معارك عنيفة تدور شمال وشرق منطقة مريس.
مقتل 70 حوثيُا في الضالع
أعلن الجيش اليمني، اليوم الجمعة، مصرع 30 من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في مواجهات بجبهة مريس شمالي محافظة الضالع.
وأفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني، أن المواجهات اندلعت أثناء محاولة عناصر من الميليشيات، التقدم باتجاه منطقة القهرة شمالي جبهة مريس.
وأكد أن قوات الجيش الوطني أفشلت محاولة الميليشيات، وأجبرتها على التراجع، بعد تكبيدها 30 قتيلا في صفوفها بينهم القيادي الميداني المكنى "أبو حمزة"، وجرح آخرين.
وفي ذات السياق، استهدفت قوات الجيش اليمني بعدد من الصواريخ الحرارية، الجمعة، تجمعات لميليشيات الحوثي الانقلابية، في منطقة يعيس بالجبهة ذاتها.
وأسفر القصف عن مصرع 40 من عناصر الميليشيات، وتدمير عدد من الآليات التابعة لها.
قد يهمك ايضا:
الجيش الوطني اليمني يُسقط طائرة مسيرة تابعة لميليشيات الحوثي