أنقرة - العربي الجديد
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين، إنّ بلاده تأتي في مقدمة الدول التي تمكنت من "تحقيق التوازن بين التدابير الأمنية المتخذة تجاه الإرهابيين، والحفاظ على حرية المواطنين".
جاء ذلك في خطاب ألقاه أردوغان، أمام كبار الضباط في الجيش التركي، خلال زيارته إلى مقر الأكاديمية الحربية بالعاصمة أنقرة، حيث أوضح أنّ العمليات الإرهابية التي بدأت تستهدف العديد من دول العالم، "أجبرت هذه الدول على اتخاذ تدابير صارمة"، مشيراً إلى وجود انتقاد أساسي لهذه التدابير، والذي يتمثّل في ترجيح الأمن على الحريات.
وتابع أردوغان قائلاً، "استطعنا تحقيق هذا التوازن، لأننا نسعى إلى تضييق المساحة على الإرهابيين، ولا نهدف إلى الحد من حرية مواطنينا، والتدابير التي اتخذتها الدولة تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار والحرية لمواطنينا".
وانتقد أردوغان، مواقف الدول الأوروبية من التحذيرات التي أطلقتها أنقرة حيال الإرهاب، قائلاً، "لم يتعظوا من تحذيراتنا ولم ينصتوا لتوصياتنا، ورأينا كيف أنّ تلك الأفاعي (الإرهابيون)، بدأوا يلدغونهم، وبدأت تلك الألغام تنفجر تحت أقدامهم، وشاهدنا كيف أنّ الذين كانوا يدافعون عن الحريات والحقوق والديمقراطية، أصبح بإمكانهم إزالة كل هذه القيم، عندما حلّت المصيبة فوق رؤوسهم".
واستنكر أردوغان، السياسات الغربية بخصوص اللاجئين ومكافحة الإرهاب، مبيناً أنّ تركيا "زوّدت الغرب بمعلومات عن الأشخاص الذين لديهم ارتباطات بمنظمات إرهابية، والذين تمّ ترحيلهم إلى خارج البلاد، والبالغ عددهم قرابة 3 آلاف و500".
وأردف قائلاً، "تفجيرات بروكسل أظهرت للعيان بأنّ الحكومات الغربية، لم تأخذ تحذيراتنا على محمل الجد، ولم تتخذ تلك الحكومات أية تدابير بحق الإرهابيين، ولولا تفجيرات باريس وبروكسل، كانت رؤية هذه الدول تجاه المنظمات الإرهابية، ستظلّ على النحو التالي "ليفعل الأشخاص الذين لديهم ارتباطات بالمنظمات الإرهابية، ما يريدون في تركيا، وسوريا، والعراق، شرط ألّا يقوموا بعمليات إرهابية في أراضينا".
وفيما يخص الشأن الداخلي، أوضح أردوغان، أنّ القوات التركية "تمكنت من القضاء على 5 آلاف و359 إرهابياً، ما بين قتيل وجريح ومعتقل، داخل وخارج تركيا، وذلك منذ بدء العمليات العسكرية ضدّ المنظمة في تموز/ يوليو الماضي".
وأكّد أردوغان، أنّ بلاده لن تتخلّى عن رعاية حقوق الإنسان، ومبادئ دولة القانون، والنظام الديمقراطي، رغم كافة محاولات المنظمات الإرهابية وداعميهم من القوى الداخلية والخارجية، مضيفاً أنّ بلاده قدّمت 355 شهيداً، بينهم 215 جندياً في القوات المسلحة، و133 عنصراً من عناصر الشرطة، و7 من حراس القرى(عناصر محلية متعاقدة مع الدولة).
وجدّد الرئيس التركي، عزم أنقرة على مواصلة "مكافحة الإرهابيين الذين يهددون أمن وسلامة البلاد والمنطقة برمتها".