أنقرة ـ جلال فواز
يمتاز كل دولة ومدينة أو حتى قرية عن غيرها من الأماكن في العالم بثقافة ولغة وعادات وتقاليد محفورة عند شعوب الأماكن المذكورة، حيث تجد الاختلاف والتنوع عنوانا جذابا ومثيرا للاهتمام، ومن هذه الأماكن الفريدة من نوعها قرية "جاناتشي" التركية التي اكتسبت شهرة عالمية واسعة بسبب عادات وتقاليد مواطنيها الذين استطاعوا حل مشكلة التواصل بين بعضهم البعض منذ أكثر من 400 عام، وذلك بسبب المسافات الشاسعة بينهم، فابتكروا طريقة "الصفير" مثل الطيور والتي سميت في ما بعد "لغة الطيور".
واعتمد أهالي القرية على اللغة الصفير وتناقلتها الأجيال، إذ بدأوا باستخدام مقاطع الكلمات للتواصل في ما بينهم بدلا من الصراخ وتكبد عناء ومشقة الانتقال إلى الشخص للتحدث معه، واستوحى بذلك أهالي القرية اللغة من الطيور التي اعتبروها قادرة على إيصال الصوت بشكل دقيق، ومع الأعوام ابتكر أهالي القرية جملا من لغة "الصفير" للتخاطب في ما بينهم ونقل الأخبار المختلفة أو حتى طلب شيء معين، كما تمكنوا من صياغة أحاديث وكلمات من خلال لغة الصفير نفسها.
وحسب أهالي القرية التركية فإن لغة الصفير هي لغة سريعة وتصل بدقة إلى صاحبها ويمكن في بعض الأحيان أن تصل عبر الجيران الذي يكررون اللنغمة لإيصاله للشخص المطلوب، وأسهمت هذه اللغة بتوطيد العلاقة بين الأهالي الذين أصبحت تربطهم علاقات عائلية واجتماعية مهمة بعد كل هذه السنوات، لكن مع وصول الكهرباء وظهور الهواتف المحمولة بدأت لغة "الصفير" تفقد بريقها خصوصا بين الشباب الذين باتوا يعتمدون على التكنولوجيا للتخابر ونقل المعلومات والتحدث مع أصدقائهم، لكن السلطات المحلية في القرية تحاول جاهدة الحفاظ على لغة الطيور وجعلها أكثر شعبية بين الشباب من خلال تنظيم مهرجانات وحفلات سنوية لتعزيز لغة الصفير وتشجيع الشباب على تعلمها لكي لا تنسى مطلقا.
قد يهمك أيضًا: "سانتا لوزيا"وجهة مثالية لاكتشاف روعة حياة القرية البرتغالية
باتريك شاناهان يُحذر تركيا من شراء الصواريخ الروسية4