واشنطن ـ يوسف مكي
داهمت عناصر الشرطة الأميركية منزلا يعيش فيه طفل مصاب بالحمى، رفض والداه مرارا إسعافه إلى المستشفى، رغم إبلاغ الطبيب لهما بضرورة فعل ذلك.
واقتحم العناصر منزل العائلة الواقع في ولاية أريزونا، للاطمئنان على الحالة الصحية للطفل (عمره سنتان) واصطحابه بأنفسهم إلى المستشفى، ذلك بعد إبلاغ الطبيب للشرطة بأن وضع الطفل حرج وحرارته مرتفعة بشكل خطير، وبأن والديه لا يخضعانه للعلاج الطبي اللازم.
وبدأت الحادثة عندما زار الوالدان الطبيب برفقة طفلهما، في 25 فبراير/ شباط الماضي، إذ كانت حرارته مرتفعة بشكل خطير. وأبلغ الوالدان الطبيب حينها أن الطفل لم يأخذ أي لقاح في حياته، ليأمرهما الطبيب بتحويل الطفل على الفور إلى غرفة الطوارئ في مركز طبي متخصص بطب الأطفال.
وانخفضت حرارة الطفل فجأة، على حد تعبير الأهل، إذ اتصلت الأم بالطبيب وأبلغته، ليباشر الأخير ويخبر الشرطة، وفي السياق نفسه ربما تمنع الأهل عن أخذ ابنهم إلى غرفة الطوارئ لأسباب مادية، حيث تتراوح تكاليف استخدام تلك الغرف الطبية بين 533$ و3000$، حسب تقارير محلية.
واقتحمت الشرطة المنزل بعد أن رفض الأب فتح الباب، مدعيا أن حرارة طفله انخفضت وأنه أصبح بخير، حيث تلقى العناصر بعدها أمرا رسميا بمداهمة المنزل بالقوة واصطحاب الطفل المريض، وعندما أخذ الطفل إلى المستشفى وأجريت له الفحوص الطبية الدقيقة تبين أنه مصاب بمرض في جهازه التنفسي، في حين لم يجر اعتقال الوالدين أو اتهامهما قضائيا، لأنهما لم يرتكبا أي جريمة.
ويعيش الطفل الصغير اليوم مع جده وجدته، في حين أبلغ القضاء الوالدين لاحقا أن فصل الطفل عنهما تم بفعل مذكرة قضائية رسمية، لتمنعهما عن الامتثال لأمر الطبيب في بادئ الأمر، ولتورطهما في قضايا عنف أسري سابقة، حيث يخضعان اليوم لتقييم طبي نفسي، وعقب انقضاء الحادثة اعترض الممثل الرسمي عن ولاية أريزونا، كيلي تاونسيند، بشدة على اقتحام الشرطة للمنزل، وأضاف قائلا: "ماذا عن حق الأهل في تقرير ما هو أفضل لطفلهم؟"، وما يثير الاستغراب أن تاونسيند نفسه دفع سابقا باتجاه تشريع يلزم عناصر "مديرية سلامة الأطفال" (DCS)، بالحصول على مذكرة تفتيش قبل مداهمة المنازل واصطحاب الأطفال الصغار من أهاليهم، لكن في الحالات غير الطارئة فقط.
وهاجم محامي العائلة، نيكولاس بوكا، الأسلوب الذي اقتحمت به الشرطة المنزل، وقال: "حدث ذلك بسبب حمى، فقط حمى.. هذا أمر سخيف للغاية.. يجب توفير اقتحام كذلك للمجرمين".
قد يهمك أيضًا: