غزة ـ ناصر الأسعد
تعاني مدينة غزة، وهي المركز الحضري الرئيسي في قطاع غزة، من ندوب مختلفة من الحرب. منذ عام 2006، عانت غزة من حرب أهلية بين الفلسطينيين، و3 حروب بين حركة "حماس" وإسرائيل، وعقد من الحكم القمعي لحركة "حماس"، وحصار ساحق من جانب إسرائيل ومصر المجاورتين، وكلها شلّت الاقتصاد وحوّلت الإقليم الصغير إلى موقع للأزمات الإنسانية.
وهذا الشهر - في 29 تشرين الثاني/نوفمبر - يصادف اليوم الدولي للأمم المتحدة للتضامن مع الفلسطينيين، غير أن سكان غزة لا يرون الكثير من المجتمع الدولي في هذه الأيام، ويعود ذلك جزئيًا إلى أن إسرائيل تفرض قيودا صارمة على الدخول إلى قطاع غزة، مع استبعاد الصحافيين والعاملين في مجال المساعدات والتنمية، وحتى ذلك الحين، فإن هيئات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة في غزة تقيد كثيرا من حركة موظفيها الأجانب بسبب البروتوكولات الأمنية، وعلى طول الساحل الملوث للغاية في مدينة غزة يوجد فندقان مكلفان يعتبران "المنطقة الآمنة" حيث يمكث عمال الإغاثة والعديد من الصحافيين.
وتم تصنيف مدينة غزة في عام 2014 بالمرتبة 40 على قائمة أكثر المدن اكتظاظا بالسكان في العالم. في ذلك الوقت، يقدر عدد سكان مدينة غزة والمنطقة المحيطة بها بنحو 1,750,000 نسمة، 360 - كيلومتر مربع يغطيها قطاع غزة، بحول حجم ولاية ديترويت، 80 % من الأسر في غزة يتلقون نوعا من المساعدات. نسبة البطالة الرسمية في غزة 44 %. وبالنسبة للذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 سنة، يرتفع المعدل إلى 60٪، عدد ساعات الكهرباء الناتجة عن محطة الكهرباء الوحيدة العاملة في غزة عند نقطة منخفضة جدا هذا الصيف هي 3 ساعات، في السنوات القليلة الماضية، بلغ متوسط الكهرباء في غزة حوالي 8 ساعات يوميا.
مدينة غزة، التي تشتهر بمينائها، يبلغ عمرها أكثر من 5000 سنة. على مدى قرون، حكمت الإمبراطوريات المختلفة بين نهر النيل والشرق الأوسط - الفلسطينيين والمصريين والآشوريين والفرس والاسكندر الأكبر والرومان والبيزنطيين والمغول والعثمانيين وغيرهم – غزة.
إن مكانة غزة كموقع رئيسي للتجارة والعبور شكل تقاليدها الفريدة في الطهي، ودمج النكهات مثل الفلفل الحار والشبت. وقد اتسع نطاق ثقافة غزة ومجتمعها ليشمل اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا إلى هنا خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، وكل من أحياء مدينة غزة العشرة لها إيقاع وسمعة خاصة بها. هناك حي ريمال، أجمل أحياء المدينة، حيث يوجد العديد من المحلات التجارية الفاخرة والمنظمات غير الحكومية. ثم شارع عمر المختار، حيث السيارات وصياح الباعة الجائلين الذين يبيعون جميع أنواع من السلع. على طول الطريق توجد المعالم التاريخية المختلفة: ساحة الجنود المجهولين، وأكبر مساحة مفتوحة في غزة المليئة بالموسيقى والسيارات الخفيفة للأطفال ليلا.
ساحة السرايا، وهي سجن قديم تقام فيه التجمعات السياسية، ودور السينما التي أغلقته حماس. والحديقة العامة في المدينة، التي تعج بالأطفال. في المدينة القديمة، يوجد سوق الزاوية التقليدي، وهو من أقدم الأسواق في قطاع غزة والمليء بكل شيء من التوابل إلى الأحذية، والمسجد الكبير في غزة، وهو الأكبر والأقدم في غزة، وكنيسة العصر البيزنطي. إلى شرق مدينة غزة حيث يوجد حي الشجاعية، وهي شبكة كثيفة من منازل مصنوعة من الإسمنت والشوارع الجانبية الضيقة التي تعرضت للقصف الشديد خلال حرب عام 2014.