القاعدة العسكرية في جيبوتي

 تدخل العلاقات الصينية الأميركية مرحلة جديدة من التوتر، بعد خلافهما بشأن التجارة والتعريفات التي يريد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فرضها على البضائع الصينية، حيث اندلعت التوترات بين الولايات المتحدة والصين على جبهتين عسكريتين، فقد اتهمت واشنطن الصينيين بمضايقة الطيارين الأميركيين الذين حلقوا فوق جيبوتي، الدولة الأفريقية، وحذرت من عواقب نشر صواريخ على جزر اصطناعية أقامتها الصين في مياه متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.

استهداف الطائرات الأميركية بالليزر

وقالت المتحدثة باسم البنتاغون، دانا دبليو وايت، يوم الخميس، إن أفراد القاعدة العسكرية الصينية في جيبوتي، استهدفوا في الأسابيع الأخيرة، الليزرات القوية في الطائرات الأميركية التي تعمل أيضًا في الدولة أو بالقرب منها، بالقرب من البحر الأحمر وخليج عدن.ولم تذكر بالتفصيل عدد الحوادث لكنها قالت إن أشعة الليزر التي يمكن استخدامها في استهداف الطائرات تسببت في إصابات طفيفة في طائرتين أميركيتين.

وجاءت هذه الاتهامات في وقت وجد فيه البلدان نفسيهما على خلاف متزايد، خاصة بشأن التجارة، التي كانت موضوع اليوم الثاني من المحادثات في بكين بحضور كبار المستشارين الاقتصاديين للرئيس ترامب ونظرائهم الصينيين.

الصين تريد التوسع عسكريًا

وزادت الأحداث في جيبوتي من المخاوف في واشنطن بشأن الحزم العسكري المتزايد للصين في منطقة شاسعة من القرن الأفريقي إلى المحيط الهادئ، وكان تحديث الجيش الصيني مهمة أساسية لزعيم البلاد، شي جين بينغ، الذي ترأس حديثًا عرضًا للقوة العسكرية على البر والبحر، ويبدو متحمسًا لتحدي التفوق العسكري الأميركي في آسيا.كما اعترضت الولايات المتحدة على نشر صواريخ مضادة للطائرات ومضادة للسفن على جزر بنتها الصين في بحر الصين الجنوبي، وقد تم الإبلاغ عن مثل هذه الحوادث من قبل، ولكن لم يسبق أن تم تأكيدها بشكل صريح من قبل المسؤولين الأميركيين والصينيين، حيث تتناقض عمليات النشر مع تأكيدات قدمها السيد شي للرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما في 2015 بعدم "عسكرة" المنطقة.

واشنطن تؤكد خطورة ما يحدث

و قالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض سارة هوكابي ساندرز، عندما سئُلت عما إذا كان نشر الصواريخ في بحر الصين الجنوبي عبر الخط الأحمر للولايات المتحدة " أثارت هذه التصرفات المخاوف المباشرة مع الصينيين، وستكون هناك عواقب على المدى القريب والبعيد".وبدت الصين غير منزعجة من التحذيرات، حيث أكدت هوا تشون يينغ، المتحدثة باسم وزارة الشؤون الخارجية الصينية، نشر الأسلحة على الجزر، قائلة إنها دفاعية وتعتزم حماية سيادة الصين وأمنها.

الصين غير مهتمة بالقلق الأميركي

وقالت السيدة هوا عندما سئلت عن تقرير صادر عن CNBC، إن الصواريخ قد تم نشرها في الشهر الماضي على ثلاث قواعد صينية في جزر سبراتلي "الصليب الناري" و "سوبي" و "الشعاب المرجانية"، ويمكن لأنظمة الصواريخ هذه أن تهدد الطائرات والسفن التي تقترب من المناطق المتنازع عليها، وهو أمر تقوم الولايات المتحدة بعمله بشكل دوري لممارسة حرية الملاحة البحرية في إطار ما تعتبره المياه الدولية، مضيفة "أي شخص لس لديه نية للهجوم لن يقلق بشأن هذا الأمر".

وتحول مشروع الاستصلاح الضخم في الصين، والذي بدأ بشكل جدي في عام 2013، بعد فترة وجيزة من أن أصبح السيد شي الزعيم الرئيسي للبلاد، باستمرار إلى أماكن غير مأهولة في الجزر المحصنة بجانب المطارات والمواقع العسكرية بشكل متزايد، وبذلك فقد تجاهل جانبًا التحذيرات من الولايات المتحدة ودول أخرى وحتى قرار لجنة تحكيم دولية في عام 2016، كما أن قاعدة الصين في جيبوتي، أول دولة لها في الخارج، كانت منذ فترة طويلة مصدر قلق للولايات المتحدة والجيوش الأخرى التي تعمل في منطقة القرن الأفريقي، وافتتح في العام الماضي الصينيون قاعدة لوجستية لدعم مكافحة القرصنة ومكافحة التطرف والعمليات الإنسانية في أفريقيا والشرق الأوسط.

الصين تخالف بروتوكول 1995

وتم الإعلان عن استخدام الليزر لأول مرة في أبريل/ نيسان، في تحذير للطيارين الأميركيين، كما كانت هناك حالات متعددة تستخدم فيها الليزر عالي القدرة بالقرب من موقع القاعدة الصينية، إن استخدام الليزر لتخريب أو تعطيل الطيارين هو تكتيك عسكري قديم، لكن البروتوكول الدولي الذي تم تبنيه في عام 1995 والذي انضمت إليه الصين يحظر هذه الممارسة.وقالت السيدة وايت إنه لا يوجد أي شك حول أصل إطلاق أشعة الليزر، وأن البنتاغون طلب من الصينيين التحقيق في ذلك، "إنها مسألة خطيرة،" مضيفة "ولذا فنحن نأخذ الأمر على محمل الجد".

وفي بيان صدر بعد ظهر الجمعة، اعترضت وزارة الدفاع الوطني الصينية بشدة اتهامات البنتاغون، قائلة إنها "لا تتفق تماما مع الحقيقة".