عدن ـ عبدالغني يحيى
ذكرت صحيفة بريطانية في تقرير لها، أن ناشطين في مجال حقوق الإنسان كشفوا عن مقتل خمسة مدنيين يمنيين بينهم رجل أعمى جزئيا يبلغ من العمر 70 عاما، خلال هجوم قامت بها القوات الخاصة الأميركية في اليمن، في حين أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" ان سبعة من ارهابيي "القاعدة" قتلوا خلال الغارة الاستخباراتية على المجمع في محافظة مأرب.
وجاء في تقرير لصحيفة "ديلي ميل" أن مؤسسة "ريبريف" لحقوق الإنسان ومقرها لندن، أكدت نقلاً عن مصادرها في قربة "الجبة" التي شهدت الغارة، مقتل خمسة رجال لا ينتمون إلى تنظيم "القاعدة" الإرهابي. ووفقا للسكان المحليين، فقد أصيب أحد الضحايا ويدعى ناصر الأضحل، الذي يبلغ من العمر نحو 70 عاما وهو أعمى جزئيا، بالرصاص أثناء محاولته تحية قوة العمليات الخاصة البحرية والذي كان يعتقد بأنهم ضيوف. وقتل الأربعة المدنيون الآخرون عندما احتجوا على مقتل الأضحل، وأصيب ستة آخرون بجراح خطيرة. ووفقا للمؤسسة الحقوقية، فإن إرهابيي القاعدة المقصودين من الغارة كانوا بالقرب من تلك المنطقة.
وقالت كيت هايام رئيس برنامج الاغتيالات في "ريبريف": "هذه الغارة الجديدة المعيبة من قبل الرئيس ترامب تبين أن الولايات المتحدة غير قادرة على تمييز الإرهابيين من المدنيين الأبرياء.وأضافت: “لقد قُتل رجل في السبعين من العمر، فمن الواضح أن هذه الهجمات ليست مستهدفة أو دقيقة. يجب على الرئيس الاميركي ترامب أن يأمر بإجراء تحقيق فوري في ما حدث من خطأ، ووقف جميع الغارات والطائرات بدون طيار قبل قتل يمنيين أبرياء أخرين". ولم يصدر على الفور بيان من تنظيم "القاعدة" يعلق على العملية أو يكشف معلومات حول ما جرى.
واعلنت القيادة المركزية الاميركية انها قتلت سبعة اشخاص ارهابيين خلال الغارة "من خلال مجموعة من النيران من الاسلحة الصغيرة والضربات الجوية الدقيقة". وقال المتحدث الرسمي للبنتاغون: "إن مثل هذه الغارات توفر نظرة ثاقبة على اماكن القاعدة في جزيرة العرب، ومعرفة قدراتها ونواياها، الأمر الذي سيسمح لنا بمواصلة تعطل القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتعطيلها وتحطيمها".
وقال مسؤولان اميركيان طلبا عدم الكشف عن هويتهما لرويترز، انه لم تقع خسائر بشرية في الولايات المتحدة وان الغارة نفذت على بعد 25 الى 30 ميلا شمال غارة اميركية اخرى وقعت في اواخر يناير/كانون الثاني الماضي. وقال احد المسؤولين انه لم ترد تقارير فورية عن سقوط ضحايا في الغارة التي شنتها القوات الامريكية الخاصة. وقد اشاد البيت الابيض ومسؤولون أميركيون آخرون بعملية يناير/كانون الثاني، وهي الأولى من نوعها التي أذن بها الرئيس دونالد ترامب. غير ان النقاد شككوا في قيمة البعثة بعد مقتل جندي في البحرية الاميركية، كما قتلت النساء والأطفال، بالإضافة إلى عدد من المسلحين، في الغارة.
تجدر الاشارة الى ان الجيش الاميركي نفذ اكثر من 80 ضربة فى اليمن ضد مقاتلي القاعدة منذ فبراير/شباط الماضي. وكان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مصدر قلق مستمر للحكومة الأميركية منذ محاولة عام 2009 لتفجير طائرة تابعة لشركة "ديترويت" في يوم عيد الميلاد. كما استغلت الجماعة المسلحة حربًا اهلية بين الحوثيين الموالين لايران و قوات حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي تدعمها السعودية في محاولة لتوسيع سيطرتها ونفوذها في هذه الدولة الفقيرة التي تقع فى شبه الجزيرة العربية، وهي من افقر الدول فى الشرق الأوسط.