لندن ـ سليم كرم
أكّدت الشرطة البريطانية، أنها وجدت جثة أحد أشد منتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في جنوب لندن، في وقت سابق من هذا الأسبوع، وسط مخاوف من وقوع هجوم روسي آخر في بريطانيا، بعد هجوم ساليسبري، وأعلنت سكوتلاند يارد أنها وجدت رجل الأعمال نيكولاي غلوشكوف، 68 عاما، والذي منُح حق اللجوء إلى بريطانيا بعد فراره من موسكو في عام 2006، ميتًا بعد تعرّضه إلى عملية خنق.
ويأتي ذلك بعد أكثر من أسبوع على تسمّم الجاسوس الروسي، سيرغي سكريبال، وابنته يوليا، على يد أحد الموالين لبوتين في بريطانيا باستخدام غاز الأعصاب، وكان الرئيس السابق لشركة الطيران الحكومية إيروفلوت، السيد غلوشكوف أخبر أصدقائه بأنه يخشى أن يكون على قائمة المستهدفين من قبل الكرملين، وقال الحارس الشخصي للسيد غلوشكوف، إن بصمات تورّط الدولة الروسية تتواجد على مقتل غلوشكوف، فقد تم اغتياله.
وكشف خبير أمني مقيم في فرنسا، أنّه "لست متفاجأ على الإطلاق، ويمكن بسهولة خنق شخص ما في غضون 10 ثوان حتى يدخل في غيبوية ومن ثم تواصل خنقه دون ترك أي علامات على جسمه، وهذه التقنية يعرفها الروس جيدا"، وتم العثور على السيد بوريس بيريزوفسكي مشنوقا في حمام منزله في عام 2013، وكان سبب الوفاة هو الانتحار، ولكن الشكوك أثيرت عن وفاته، ويعتقد الكثيرون أن السلطات الروسية قتلته لأنه كان أيضًا من منتقدي فلاديمير بوتين، وتوجد واقعة أخرى تعود لعام 2008، حيث استهداف بدري باتركتسيفلي، 52 عامًا، وقيل إن سبب الوفاة هو أزمة قلبية.
ويواصل ضباط مكافحة التطرف التحقيق في الهجوم على سكيربال، بغاز الأعصاب، والذي أدت محاولته للقتل إلى طرد 23 دبلوماسيًا روسيًا من لندن، وصعّد بوريس جونسون، وزير الخارجية، حرب الكلمات مع روسيا، عندما اتهم فلاديمير بوتين شخصيًا بطلب هجوم عميل الأعصاب، وقال إنه "من المرجح للغاية" أن يكون الرئيس الروسي وراء محاولة القتل، وهو ادعاء وصفه المتحدث باسم بوتين بأنه "لا يمكن التغاضي عنه".
وستثير أخبار هذا التحقيق الأخير في القتل، المخاوف من أن المنتقدين أو أعداء روسيا وزعيمها، لم يعودوا آمنين على الأراضي البريطانية، وقال داونينغ ستريت إن رئيسة الوزراء تيريزا ماي، كانت على علم بالتطوّرات لكنها شدّدت على أن وفاة السيد غلوشكوف مسألة تتعلق بالشرطة وأنه لم يتم ربطها بقضية تسمم سالزبوري، وأفاد زعيم حزب المحافظين السابق، إيان دنكان سميث، بأنّ اغتيال غلوشكوف "يتناسب مع نمط" الوفيات العنيفة لأعداء السيد بوتين، "ما يجري هو محاولة متعمدة لتسوية الحسابات الروسية في بريطانيا"، كما قام الكرملين بتعزيز لغته ، حيث أطلق ردًا قاسيًا على وزير الدفاع غافين ويليامسون، الذي كان قد اقترح على روسيا أن "تغادر بعيدا وتصمت"، قد اتهم المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشنكوف، ويليامسون بالتورّط في "حديث مخيف"، مضيفًا أنه يعكس "عجزه الفكري".