وصل البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، إلى ميانمار يوم الإثنين، رغم المشكلات الدبلوماسية التي يعانيها هذا البلد، وهي زيارته الأولى إلى البلاد، ذات الأغلبية البوذية، حيث التقى مع الجنرال مين أونغ هلينغ، القائد العام للجيش، والذي تسبب في نزوح أكثر من 620 ألف من مسلمي "الروهينغا" من البلاد، وهو ما وصفته الولايات المتحدة بـ"حملة تطهير عرقي".
ومن المقرر أن يجتمع البابا، يوم الثلاثاء، مع داو أونغ سان سو كي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، ورئيسة الحكومة التي تتعرض الآن للانتقادات على نطاق واسع، لاعتبارها متواطئة في المذابح ضد الروهينغا، وسوف يسعى البابا في ميانمار إلى تحقيق التوازن الدقيق من خلال الحفاظ على سلطته الأخلاقية دون المخاطرة بشعبيته المحلية.
ونددت الأمم المتحدة وواشنطن وغيرها من الدول بقتل مسلمي الروهينغا، وطردهم من البلاد واعتبروه تطهيرا عرقيا، ولكن البابا نصح الكنيسة الكاثوليكية في ميانمار بعدم الحديث عن مشكلة الروهينغا خوفا من تفاقم الوضع أو استغلالها في السياسة المحلية، وعلى الرغم من الانتقادات الموجهة إلى السيدة سان سو كي، قام حلفاء البابا بحثه على مقابلتها وتقديم دعمه لها، وهم يأملون في أن تتمكن القوة السياسية من منع الجيش من أخذ البلاد إلى الهاوية، ولذلك بالنسبة للبابا، سيكون أول اجتماع له مع الجنرال هو الأكثر أهمية.
وقال يان ميو ثين، المحلل السياسي في يانغون، المدينة الرئيسية في ميانمار " إنه لأمر ذكي أن يلتقي القائد العام الأول لأنه مهم جدا والشخص الرئيسي في حل هذا التحدي الذي يواجه بلادنا".
وذكر الفاتيكان أن الاجتماع مع القادة العامين والقادة من مكتب العمليات الخاصة استمر حوالي 15 دقيقة، وكان هناك "زيارة مجاملة" في مقر الأساقفة حيث يقيم فرانسيس، كما قال المتحدث باسم الفاتيكان، جريغ بورك، الذي يرافق البابا في رحلته إنه بحث المسؤولية الكبيرة لسلطات البلاد في هذه المرحلة الانتقالية، ثم أعطى البابا العام ميدالية تذكارية لزيارته، وأيضا وعاء مزخرف وقيثارة على شكل ماعز، وأشار وقت الاجتماع إلى أن البابا كان على دراية بالخطط والأجندات التي يتعين عليه أن ينقلها دون أخطاء، والتي قد تعرض للخطر ما يقرب من 700 ألف كاثوليكي في ميانمار، والذين يشكلون نحو 1.3% من السكان.
وعلى متن الطائرة، ظهر فرانسيس في معنويات جيدة، وخلال توجهه إلى المطار في سيارة" تويوتا"، ووجه التحية إلى الأطفال الذين كانوا في انتظاره على صفي الشارع.
ويأمل الفاتيكان في أن ينجح البابا في إذابة الجليد في ميانمار ودفع البلاد نحو سلام دائم، رغم أن المرونة الدلالية التي يستخدمها بقول "هجرة" بدلا من "التطهير العرقي"، ومسلمي "ولاية راخين" بدلا من "الروهينغا"، أدخلت درجة من "السخف" الدبلوماسي في الزيارة، خاصة للبابا الذي يتمتع بسمع جيدة في التعبير عن رأيه، وبالتالي تشكل هذه الرحلة مشكلة له، هو في غنى عنها.
وبعد زيارته إلى الهند توجه البابا إلى ميانمار، وكان الهدف من هذه الزيارة جزئيا الاحتفال بالعلاقات الدبلوماسية الجديدة بين الفاتيكان وميانمار، والتي أقيمت أثناء وقف السيدة أونغ سان سو كي، في الكرسي الرسولي في أيار / مايو.