القبض على المتطرف محمد عمودي

اعتقلت شرطة مكافحة التطرف في لندن، المعلم المتطرف محمد عمودي، 21 عامًا، والذي كان يخطط لمهاجمة ضابط شرطة، واحتجزته عام 2015  للتحقيق بسبب مزاعم محاولة سفره إلى سورية للانضمام إلى "داعش"، من نشاطه عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن آراءه الدينية المتطرفة.
 
 وكشفت جريدة "صن"، أنه كان يخطط لتنفيذ هجوم في منطقة سياحية مزدحمة، فيما يعد عمودي واحد ضمن 7 أشخاص محتجزين للاستجواب، وبينهم شخص   يحمل سكين اعتقل في قلب وستمنستر بعد عمليات منفصلة في لندن، وكشفت سكوتلاند يارد، أن الهجوم على رجل "27 عامًا" في وايتهال ومواقع في شمال لندن وكينت، يشير إلى استمرار التهديد فضلًا عن مؤامرة نشطة.
 
وكان ولد عمودي في اليمن، ودرس في أكاديمية العاصمة، وكان عضوًا في نشاط المجتمع الإسلامي في الجامعة، واحتوى حسابه على "تويتر" باسم أبو عمر الحضرمي على إشارات مهية لغير المسلمين ككفار، وبعدها تم إيقاف عمودي مع اثنين من المراهقين في مطار أسطنبول بعد أن أخبر والدهم المحققين، إلا أن الشرطة أطلقت سراحه بسبب صلته بجماعة "كيغ" لحقوق الإنسان المثيرة للجدل دون أي اتهام.
 
وحضر عمودي قبل سفره إلى تركيا حديث لرجل الدين المثير للجدل، هيثم الحداد، الذي انتقد بسبب تصريحاته بشأن المثلية ودعمه لإعدام الأشخاص الذين يتحولون عن الإسلام، والتقطت صورة لعمودي جالسًا في الخطبة الدينية مستعمًا لرجل الدين الذي قال: "عندما يكون قادة الكفار سعداء بدينكم فاعلموا أنكم انحرفتم عن الطريق الصحيح".


 
وكان عمودي، الذي وصف نفسه "معلم" في ملفه التعريفي عبر الإنترنت، مُصلي عادي في مسجد صغير على طريق ويلبسدن هاي، واعتقل أحد المشتبه فيهم ويدعى خالد محمد عمر علي للاشتباه في ارتكابه جرائم بموجب قانون الإرهاب وحيازة أسلحة، بالقرب من داونينغ ستريت، بعد ظهر الجمعة، وعثرت الشرطة على مجموعة من السكاكين عقب الهجوم الذي وقع الشهر الماضي بواسطة خالد مسعود  على جسر ويستمنستر، وهناك أيضًا 6 أشخاص معتقلين بينهم صبي عمره 16 عامًا  في عملية منفصلة شهدت دخول فريق من ضباط الإطفاء  لأحد العناوين في ويلسدن في شمال لندن، وتم اعتقالهم جميعًا للاشتباه في ارتكابهم أعمال متطرفة، واقتيدوا إلى مركز الشرطة للاستجواب جنوب لندن، فيما تخضع امرأة أصيبت بطلق ناري أثناء الغارة لحراسة الشرطة في المستشفى، لأن حالتها خطيرة وغير مستقرة، ومن المتوقع القبض عليها عند تحسن حالتها.
 
وداهمت الشرطة أيضًا، عقارًا في شارع هارلسون قبل وقت قصير قبل السابعة صباحًا مساء الخميس، وأطلقت غاز CS في إطار عملية مكافحة التطرف، وأشار الجيران إلى سماع صوت نحو 6 طلقات عند قدوم الشرطة، وأوضح نائب مفوض شرطة العاصمة، نيل باسو، الجمعة: "من خلال الاعتقالات التي جرت الخميس أعتقد أننا احتوينا التهديدات التي وجههوها، ويعتبر التدخل المسلح في ويلسندو ضروريًا نظرًا لطبيعة المعلومات الاستخباراتية التي كنا نتعامل معها".
 
فيما أبلغت اللجنة المستقلة للشكاوى المتعلقة بالشرطة بالحادث، وهو أمر روتيني لاطلاق النار من جانب الشرطة، واعتقل 6 أشخص مشتبه فيهم خلال المداهمة، وبيَّن باسو، أن اثنين من الاعتقالات تصمت عندما عاد رجل وامرأة "28 عامًا" إلى العقار في وقت لاحق من تلك الليلة، مشيرًا إلى استمرار عمليات البحث في ثلاثة عناوين أخرى في لندن.
 
وطمأن باسو الجمهور، بأن الضباط يعملون على مدار الساعة لتحديد المتطرفين المحتملين، بينما أشاد وزير الداخلية أمبر رود، بخدمات الشرطة والأمن، مشيرًا إلى أن دور الجمهور "مهم للغاية فى تحديد الأنشطة المشبوهة"، وحث أي شخص لديه مخاوف على الاتصال بالسلطات، ويعد مستوى التهديد الرسمي للتطرف الدولي بالغ الشدة ما يشير إلى حدوث هجوم محتمل، وتبين الشهر الماضي أن أجهزة الأمن أحبطت 13 هجومًا محتملًا في أقل من أربعة أعوام.
 
وفي الوقت نفسه، تم القبض على سيدة "47 عامًا" في عقار في شرق لندن للاشتباه في تآمرها لتمويل التطرف ودعمه، وتم نقلها للاستجواب في مركز شرطة في جنوب لندن كجزء من تحقيق جاري في تمويل الإرهاب في سورية، وقال إمام مركز "داريل تاكليم" الثقافي في شمال لندن عن عمودي: "كان يأتي إلى المسجد منذ أن عاد من تركيا، أعلم أنه هناك مشكلة  في تركيا لكني لا أعلم التفاصيل، فكان شابًا هادئًا ولم يسبب أي مشكلة، ولم يكن يأتي للصلاة يوميًا، وأحيانًا كان يأتي مع شقيقه".
 
وأضافت كارولين فرانكلين، جارة عمودي، "رأيته منذ 6 أشهر وقال إنه يريد أن يكون محاضرًا جامعيًا، إنه طالب جيد جدًا وكان يمارس التمارين، وطلب مني من قبل أن يقوم بأعمال الحديقة، وكان مُرحبًا ويتعامل برقة مع كلبي الخاص، لقد عاش مع امرأة ترتدي النقاب، أعتقد أنها صديقته أو زوجته، إنها تبدو في العشرينات".