لندن - ماريا طبراني
حصد الزفاف الأسطوري للنجمة الهندية بريانكا شوبرا، على نجم فرقة "boyband" السابق، الممثل نيك جوناس، اهتمام الملايين حول العالم، حيث عُقد في ولاية راجاستان الهندية، ودام خمسة أيام، ألبس فيها العريس عروسته قلادة "مانغالوترا" - وهي قلادة هندوسية تقليدية سترتديها حتى وفاة زوجها.
وأكد الزفاف أن شوبرا البالغة من العمر 36 عامًا، هي أكثر الممثلات الهنديات نجاحًا على الإطلاق في تحقيق قفزة مذهلة من مجرد نجمة بوليوود إلى إحدى مشاهير هوليوود، وقالت صحيفة "غارديان" البريطانية، أنها تمكنت من الدخول إلى عالم المشاهير الأميركية، على خطى ملكة جمال العالم السابقة، أيشواريا راي، والعديد من الممثلين الذكور بما في ذلك عرفان خان و أنيل كابور اللذان قاما أيضًا باكتساب ملامح أميركية، في حين أن الممثلة الهندية ديبيكا بادوكون، ظهرت في العام الماضي لأول مرة في هوليوود إلى جانب النجم العالمي فان ديزل في فيلم xXx Return of Xander Cage.
وأضافت الصحيفة، أن كتّاب صناعة السينما يقولون إن شوبرا واحدة من الممثلات الرائدات، حيث أن هذه هي المرة الأولى التي لا تظهر فيها ممثلة هندية، في هوليوود، في شخصية امرأة هندية كالمعتاد، حيث ظهرت بريانكا شوبرا تتحدث بصوت وبلكنة أميركية، وعندما تم اختيارها لبطولة المسلسل التلفزيوني الدرامي "Quantico " في عام 2015، كانت أول ممثلة جنوب آسيوية تفوز بهذا الدور.
وعلى الرغم من أن أعمالها السينمائية الأميركية كانت متواضعة بشكل معقول، إلا أن شخصيتها الشهيرة برزت بشكل كبير هذه السنة، وكانت أول هندية تظهر على غلاف مجلة "فارايتي"، ومن المقرر أن تظهر الشهر المقبل في أول إصدار بالنسخة الأميركية من مجلة "فوغ"، كما أنها من المشاهير التي صُنفت بأنها واحدة من أكثر الناس تأثيرا في العالم من قبل مجلتي "تايم" و"فوربس".
لقد كانت شهرة شوبرا نتاج عمل لا هوادة فيه، ولكنها أيضا تحرص على الوعي الذاتي، وخاصة لتجنب الوقوع في أذهان المنتجين الأميركيين، كما يقول راجا سين، وهو ناقد أفلام هندي الذي أضاف "لقد تمكنت من احتضان هذه الفتاة الأميركية بالكامل عندما قامت كل هذه الممثلات الهندية الأخريات بالظهور في البرامج التلفزيونية الهندية، كانت أيشواريا راي تظهر في برنامج أوبرا وينفري، وكانت ديبيكا تقوم بأداء رقصة لونجي مع جيمس كوردن في برنامجه. لكن بريانكا كانت تأكل أجنحة الدجاج مع المذيع جيمي فالون".
وقد ساعد شوبرا انغماسها في الثقافة الأميركية منذ الصغر، فقد أمضت ثلاث سنوات كمراهقة تدرس في مدارس مختلفة على الساحل الشرقي للبلاد، وبعد تغيير موقفها الوظيفي، كان واحدا من أول ظهورها التلفزيوني كمغنية خلال افتتاح لبث كرة القدم في اتحاد كرة القدم الأميركي.
يقول سين "لم تتصوّر شوبرا نفسها على أنها امرأة غير قابلة لتحقيق ذاتها في بلد آخر، فقد حاولت أن تدمج الثقافتين، ولا أعتقد أنه يمكن لأي من الممثلات الهنديات الأخريات القيام بذلك. لقد كان يتم تقديمهم دومًا على أنهم نساء أثيرات وجميلات من الشرق".
في المقابل، فإن الخلفية الهندية لشخصية شوبرا تظهر بقوة فيقول سين "متى رأينا أحدًا من قبل يعلن عن هويته الهندية على الشاشة؟" ،كما كان الاعتماد على نفسها في الولايات المتحدة أمرًا حاسمًا، وهو شيء لم يرغب الكثيرون في القيام به، خوفًا من التأثير الذي يمكن أن تحدثه على حياتهم المهنية في الهند. مع العمل الشاق، تمكنت شوبرا من الحفاظ على كلا الطبقتين.
ويقول راجيف ماساند، وهو كاتب سينمائي "أتذكر أنني قابلتها عندما كانت تقوم برحلة في نهاية الأسبوع إلى الهند". "طارت إلى الهند لمدة 24 ساعة لإنهاء دور هناك وحلّقت مباشرة لإكمال حلقات مسلسلها Quantico "، ويضيف "كانت مستعدة للقيام بما يتطلبه الدور، سواء كان بالظهور في جميع البرامج الحوارية، والصحف أو التدريب على اللهجة الأميركية."
وقد أدركت تشوبرا غوبتا، وهي صحافية وناقدة أفلام في صحيفة "إنديان اكسبريس"، أن بريانكا شوبرا أصبحت لاعبا أساسيا في حلقة المشاهير العالمية، فتقول "إنها تتحرك في دائرة المشاهير العالمية حيث يتم دعوتها إلى أحداث مهمة مثل حفل الزفاف الملكي، وتذهب إلى مهرجان كان، ونجدها على السجاد الأحمر في مختلف المهرجانات، وهذه كلها أحداث تجعل الناس يجلسون وينتبهون".
ومع ذلك، فقد أظهرت تواضعًا كافيًا لفهم أن الانتقال إلى الولايات المتحدة لن يغير بداخلها الهوية الهندية، ويقول سين الناقد السينمائي "إن تحقيق النجاح السينمائي في الهند لا يقل أهمية عن التحدي الذي تواجهه شوبرا في هوليوود، وربما أصعب".
وقد احتشد الهنود حول شوبرا هذا الأسبوع بعد أن شنّت صحيفة "ذا كت" النيوزيلاندية هجومًا كبيرًا على النجمة ووصفتها بـ"الفنانة المحتالة" واتهمتها بأنها مريضة بهوس العلامات التجارية، وذلك بعد أيام من زفافها على الفنان الأميركي نيك جوناس.
"ذا كت" أوردت مقالًا كتبته الكاتبة ماريا سميث بعنوان "هل حب نيك جوناس وبريانكا شوبرا حقيقيا؟"، وجاء في المقال التالي "في الوقت الذي كان يتطلع جوناس إلى فترة قصيرة من المتعة مع سيدة من هوليوود، وجد نفسه محكوما عليه بسجن مؤبد مع فنانة عالمية محتالة".
بدورها ردت شوبرا على ما جاء في المقال حيث قالت "لا أريد حتى أن أرد أو أعلق، الأمر لا يهمني، أنا في مكان يجلب لي السعادة الآن، ولن يزعجني شيء مثل تلك الأشياء العشوائية".
وبعد رد شوبرا قامت "ذا كت" بحذف المقال المثير للجدل، وأصدرت بيانًا جاء فيه التالي "نشرت "ذا كت" مقالا عن علاقة نيك جوناس وبريانكا شوبرا لم يكن ينبغي أن ينشر. تلقينا العديد من رسائل القراء الغاضبين، وعليه نريد أن نعلمكم أننا نسمعكم ونعتذر عن ذلك. كان هذا خطأ ونعتذر لقرائنا ولبريانكا ونيك"