صحيفة "نيويورك تايمز"


أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد أنه ناقش قراره الخاص بإطلاق اسم "عدو الشعب" على الصحافة، مع إيه.جي سولزبرجر الناشر بصحيفة "نيويورك تايمز"، وأوضح البيت الأبيض أن الاجتماع حدث في 20 يوليو/ تمُّوز.

وقال سولزبرجر إنه "أثار مخاوف بشأن خطاب الرئيس المضطرب للغاية والمناهض للصحافة ودعاه إلى إعادة النظر في هجماته الأوسع على الصحافة، والتي أعتقد بأنها خطيرة ومضرة للبلاد"، ولم يقل سولزبرجر كيف كانت استجابة الرئيس.

جاء هذا اللقاء في صباح اليوم التالي بعد أن قالت مارتي بارون، رئيسة التحرير التنفيذية لصحيفة "واشنطن بوست"، أمام جمهور في أنابوليس في ولاية ماريلاند، إن 5 صحافيين قُتلوا في مكاتب صحيفة "غازيتا" الشهر الماضي كانوا "أصدقاء للشعب"، وقالت بارون: "لا يستحق أحدهم أن يُنظر إليه على أنه عدو"، كما تحدث كل من رئيسة مكتب صحيفة "نيويورك تايمز" في نيويورك، إليزابيث بوميلير وأوليفييه نوكس، رئيس رابطة مراسلي البيت الأبيض، في حدث خيري عن صحيفة "غازيتا" وخدمات الطوارئ.

وأطلق المشتبه به النار على صحيفة "ميريلاند" بعد أن أبلغت عن سلوكه الذي تورط فيه أحد معارفه في المدرسة الثانوية، واتهمته هيئة محلفين كبرى بـ23 تهمة، بما في ذلك القتل والشروع في القتل والاعتداء، في وفاة جيرالد فيشمان وروب هياسين وجون ماكنمارا وربيكا آن سميث وويندي وينترز.

لم تذكر بارون ترامب بالاسم، لقد ذكرت اسم الضحايا وقالت: "لا يستحق أحدهم أن يُنظر إليه على أنه عدو بسبب المهنة التي يختارونها أو المكان الذي يعملون فيه"، وأضاف: "لا يستحق أحدهم أن ينظر إليه كعدو من قبل الرجل الذي قتلهم، ولا يستحق أحدهم أن يدعوه عدوًا من قبل أي شخص آخر أيضًا، ولا يستحق أي شخص آخر في مجالنا أن يتم وصفه بهذه الطريقة".

وقال ترامب في اليوم التالي لإطلاق النار، إن الصحافيين يجب أن لا يخافوا من التعرض لهجوم عنيف أثناء قيامهم بعملهم، وقال أيضًا إن إطلاق النار "صدم ضمير أمتنا وملأ قلوبنا بالحزن"، لكنه استمر في مهاجمة وسائل الإعلام بما في ذلك "التايمز" و"البوست"، وهو يسيء إلى انحيازهم، والذي يسميه "أخبارا مزيفة"، وفي هذا الأسبوع، أخبر ترامب السياسيين المحنكين في مدينة كانساس بأنهم "لا تصدقوا الهراء الذي تروه من هؤلاء الناس، الأخبار المزيفة"، وأضاف: "تذكروا فقط: ما تروه وما تقرؤوه ليس هو ما يحدث بالفعل".

ومنع مساعدوه كايتلين كولينز من قناة "سي إن إن" من إقامة حدث في البيت الأبيض، بعد أن طرحت أسئلة في المكتب البيضاوي كجزء من عملها كمراسلة، وأدى ذلك إلى احتجاج على مستوى الصناعة شمل Fox News، شبكة ترامب المفضلة.

أخبر نوكس، من سيريوس إكس إم، الحضور في أنابوليس أنه قسم "التهديدات ضد الصحافيين إلى فترتين: قبل 17 فبراير/ شباط 2017 وبعد 17 فبراير/ شباط 2017، وهذا لأنه في 17 فبراير/ شباط 2017، رئيس الولايات المتحدة، مستخدمًا حسابه عبر Twitter، أعلننا أعداءً للشعب الأميركي"، وسميت تلك التغريدات محطات مثل New York Times وNBC News وABC وCBS وCNN بـ"الفاشلة"، كما هاجم ترامب بشكل دائم صحيفة "بوست" على ملكيتها من قبل جيف بيزوس، الملياردير صاحب الأمازون.

وجذب استخدام الرئيس هذه العبارة الانتقادات، بما في ذلك من داخل حزبه، قبل وبعد إطلاق النار على ماريلاند، وجاءت تغريدة ترامب الأحد قائلة: "لقد كان اجتماعًا جيدًا ومثيرًا للاهتمام في البيت الأبيض مع سولزبرجر، ناشر صحيفة "نيويورك تايمز"، لقد قضينا الكثير من الوقت في الحديث عن الكميات الهائلة من الأخبار المزيفة التي تطرحها وسائل الإعلام وكيف تحولت تلك الأخبار المزيفة إلى عبارات.. إنهم "عدو الشعب" مع الأسف!".

تولّى سولزبرجر، 37 عاما، منصب أرتور سولزبيرجر جونيور في 1 يناير/ كانون الثاني، ثم غرّد ترامب عن أن التغيير أعطى صحيفة التايمز "فرصة أخيرة" لتحقيق رؤية مؤسسها للنزاهة، وفي تصريح صدر الأحد، قال سولزبرجر: "لقد أخبرت الرئيس مباشرة بأنني أعتقد بأن لغته ليست مقلقة فحسب، بل إنها خطيرة بشكل متزايد، كما أخبرته أنه على الرغم من أن عبارة "أخبار مزيفة" هي غير صحيحة ومؤذية، فإنني أكثر قلقا بشأن وصفه للصحافيين "عدو الشعب"، كما حذر من أن هذه اللغة الملتهبة تسهم في زيادة التهديدات ضد الصحافيين وستؤدي إلى العنف"، وأضاف سولزبرجر: "أوضحت مرارا وتكرارا بأنني لم أطلب منه التخفيف من هجماته على "التايمز" إذا شعر أن تغطيتنا غير عادلة".