لندن ـ ماريا طبراني
يمكن أن يصارع موظفو هيئة الإذاعة البريطانية "BBC"مع التحدي الذي تفرضه شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة مثل "نتفيلكس، أمازون، غوغل، فيسبوك"، إلا أن صندوق التقاعد التابع للهيئة قدم رهانًا كبيرًا على نجاحهم المالي المستمر.
ويعد أكبر استثمار فردي لسوق الأسهم في الصندوق هو حصة في "أمازون" بقيمة 48 مليون جنيه إسترليني، وفقًا للأرقام الصادرة حديثًا. وتشمل الحيازات الرئيسية الأخرى حصة قدرها 43 مليون جنيه إسترليني في شركة "غوغل" الأم Alphabet ، و35 مليون جنيه إسترليني من الأسهم في "فيسبوك"، و24 مليون جنيه إسترليني في "آبل" و23 مليون إسترليني من الاستثمار في "نتفيلكس".
وتطرح تلك الشركات التكنولوجية تحديًا وجوديًا لهيئة الإذاعة البريطانية، التي يذهب جمهورها إلى منصات جديدة، فيما حذر المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية، توني هول، أحد الجماهير في السويد من أن تلك الشركات قد خلفت تضخمًا هائلًا في أسعار البرامج الجديدة". وفي وقت لاحق من ذات اليوم، اقترح زعيم حزب العمل، جيريمي كوربين، فرض ضريبة على عمالقة التكنولوجيا للمساعدة في دعم استمرار عمل هيئة الإذاعة البريطانية.
لكن الأرقام تُظهر أن ارتفاع سعر سهم هذه الشركات الكبرى هو خبر سار لـ 50 ألف مستفيد من صندوق تقاعد هيئة الإذاعة البريطانية. حيث لم يتمكن العاملون في الـ"بي بي سي" من الانضمام إلى البرنامج منذ عام 2010 ، وهذا يعني أنه بينما يتعامل الموظفون مع تحديات من أمثال "نتفيليكس"، فإن كبار السن والزملاء السابقين يستفيدون من النجاح المالي لهؤلاء المنافسين الإعلاميين.
ويمثل تمويل نظام المعاشات السخى استنزافًا كبيرًا لموارد هيئة الإذاعة البريطانية. إذ حصل صندوق التقاعد على 156 مليون جنيه إسترليني من الهيئة خلال العام الماضي - أي ما يعادل نحو 6 جنيهات إسترلينية من كل رسوم الترخيص.
وقالت "بي بي سي" إن حيازات الأسهم لا تزال جزءًا صغيرًا نسبيًا من إجمالي الأموال، التي تدير أكثر من 16 مليار جنيه إسترليني في الأصول عبر مجموعة من الاستثمارات. ويتم تشغيل البرنامج بشكل مستقل عن المؤسسة من قبل الأمناء الذين يضعون أولويات الاستثمار بالتشاور مع هيئة الإذاعة البريطانية والمستشارين الماليين، على الرغم من تعيين أربعة أمناء من قبل الهيئة ويتم انتخاب أربعة آخرين من قبل الأعضاء.
ويعاني الصندوق من عجز قدره 1.8 مليار جنيه إسترليني، ويجري تمويل برنامج تخفيض العجز على المدى الطويل من دخل هيئة الإذاعة البريطانية في الوقت الذي يتعين فيه على المذيع إجراء تخفيضات في أجزاء أخرى من المنظمة. وتشمل الحيازات الكبيرة الأخرى 40 مليون جنيه إسترليني في شركة "تينسنت" الصينية العملاقة للإنترنت و27 مليون جنيه إسترليني في تيسلا إيلون موسك .
وأوضح متحدث باسم هيئة الإذاعة البريطانية "يتم تشغيل نظام المعاشات التقاعدية بشكل مستقل عن البي بي سي. ويقوم أمناء نظام المعاشات التقاعدية بتفويض القرارات الاستثمارية اليومية، من اختيار الأمن، إلى مديري الاستثمار المستقلين المؤهلين بشكل مناسب. ويحتوي البرنامج على مجموعة واسعة من الاستثمارات ونسبة إجمالي الأموال المستثمرة في هذه الأسهم أقل من 3٪ من إجمالي قيمة الصندوق".