الرئيس الأميركي دونالد ترامب

يكره الجميع الإعلام لتحيزه الليبرالي المفترض ولكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصا لا يستطيع أو يقبل الخسارة، إذ اخذ الإعلام إلى بُعد آخر، وادعى أن وسائل الإعلام "منحرفة للغاية"، وتروج "لأخبار وهمية"، و"عدوة للشعب الأميركي".

وعلى غرار ما يقوله، فإن ادعاءاته تحتاج إلى المزيد التحقق من وقائعها، وذلك لان تلك الادعاءات"الأسطورية " كانت متواجدة لفترة طويلة وقبل وجود ترامب في المشهد، فقبل سنوات وقبل أن يصبح ذو مركزا سياسيا، حيث ظهرت لأول مرة سارة بالين والتي أطلق عليها لقب "لاميستريم" بوسائل الإعلام الليبرالية، في حين كان السياسي نيوت غينغريتش يمثل "وسائل الإعلام النخبة"، بينما ساهم ترامب فقط "في شحن أسطورة الإعلام".

وبقدر ما تكون المطالبة الحقيقة، فإنها تقتصر على القناعات السياسية لموظفي التحرير، وكثير منهم يمارسون رقابة تحريرية قليلة نسبيا، ولا يزال التلفزيون هو المصدر المهيمن على الأخبار السياسية للأميركيين، المحافظون منهم، من خلال منافذ ترامب الودية بما في ذلك مجموعة قنوات "فوكس نيوز" على "الكابل" ومجموعة "سينكلير" الإعلامية على البث المحلي، وسوف تستمر في القيام بذلك.

ولا تزال فوكس هي الأكثر مشاهدة بين قنوات الكابل الإخبارية، وفي الشهر الماضي، ساعدت هيئة ترامب الإذاعية على تمهيد الطريق لسنكلير، والتي تعد أكبر لاعب في البث المحلي، لتصل إلى منازل ما يقرب من 70٪ من الأسر الأميركية في عملية اندماج تم منعها من قبل من خلال البث العام لحماية الاحتكار. وهذا أمر لم يسبق له مثيل. مع انطلاقة الإنترنت ودخوله إلى عالم التلفزيون وتأثيره على الوعي العام، فليس من المستغرب أن تهيمن إدارة ترامب على إدراك الجميع، بالإضافة إلى تفضيلها منافذ صديقة للبيت الأبيض مثل بريتبارت الإخبارية وسيركا، ذراعها على الانترنت. "سنكلير"

وبينما كانت فوكس مشغولة في تغطية المتورطين في قضية ترامب الجنسية، سجل "وول ستريت جورنال" أفضل لكماته، ووفقا لدراسة بيو لعام 2014 أن الأشخاص الذين يصنفون على أنهم "محافظون متسقون"،، هم أكثر ولاء لمخرجهم الأعلى ولا يثقون بوسائل الإعلام بشكل عام، ولا عجب إذن أن يجد العديد من جمهوريين "فوكس نيوز" أنه من الأسهل تجاهل الدلائل الساحقة على تغير المناخ، حيث قال 47٪ منهم إن شبكة الكابل المحافظة هي المصدر الرئيسي للأخبار. ولم يقترب أي مصدر سياسي آخر من الأخبار. ومن بين المجموعة الموازية من المستطلعين الليبراليين، لم يتم تسمية أي منفذ واحد بأكثر من 15٪.

وحتى إن تم القول أن التحيز السياسي يتعلق بالموظفين في غرف الأخبار الفردية، فإن الصورة لا تزال بعيدة كل عن الوضوح. لكن هناك عدد من رؤساء غرف الأخبار يؤيدون الديمقراطيين على الجمهوريين، ولكن ليس بقدر ما يحبذون المستقلين: ففي عام 2013، تم تحديد 7 ٪ فقط من الجمهوريين، بينما كان الديمقراطيون 28٪، ووفقا لدراسة أجرتها جامعة إنديانا عام 2014. ولكن أكثر من نصف الذين شملهم الاستطلاع تم تحديدهم كمستقلين، وهو أعلى مستوى سجل منذ بدء المسح.