مواجهة الضغوط والصعوبات

وفقًا لدراسة جديدة يواجه جيل الألفية أو "جيل ندفة الثلج " كما أسماه البعض الكثير من الضغوط التي لم يتعرض لها الأجيال السابقة، إذ تركت التوقعات غير المنطقية التي خلقتها وسائل التواصل الاجتماعى متطلبات "غير معقولة" للشباب في العمل جعلهم يشعرون بالحاجة إلى أن يكونوا مثاليون للنجاح في العالم، وخلصت الدراسة إلى أن هاجس الكمال بين الشباب قد ارتفع بنسبة 30 في المائة على مدى العقود الثلاثة الماضية.

وقد قام باحثون من جامعة باث وجامعة يورك سانت جون بتحليل بيانات من أكثر من 40,000 طالب جامعي أمريكي وكندي وبريطاني من عام 1989 إلى 2017. اذ وجدوا أنه منذ الثمانينيات، ازداد الهوس بالكمال بنسبة الثلث، وهم يلومون إلى حد كبير تأثير الاقتصاد النيوليبرالي، وقد أكدت النيوليبرالية على النزعة الفردية التنافسية، مما أدى إلى زيادة الضغط من الآباء والآخرين لتحقيق أفضل الأماكن الجامعية والوظائف، وقد أدى ذلك إلى استجابة الشباب فى محاولة منهم لجعل انفسهم مثاليون وأنماط حياتهم أيضًَا، مما انعكس بدوره على تصور غير واقعي لأنفسهم وحياتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال الدكتور توم كوران، من قسم الصحة في جامعة باث، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "ارتفاع معدلات الكمال التي برزت في هذه الدراسة تتزامن مع ثلاثة عقود من الليبرالية الجديدة، التي أجبرت الشباب على التنافس ضد بعضهم البعض في ظل مطالبتهم الاجتماعية المتزايدة والمعايير الاقتصادية.

ويضيف "فالاستحقاق يجعل هناك  حاجة قوية للشباب على السعي والكفاح ، لتحقيق في الحياة الحديثة. "فالشباب اليوم يتنافسون مع بعضهم البعض من أجل مواجهة الضغوط المجتمعية لتحقيق النجاح، ويشعرون بأن الكمال شئ ضروري من أجل أن الشعور بالأمان، والقيمة"."ونتيجة لذلك، اخدت الرغبة فى الكمال  في الارتفاع بين جيل الألفية".

وقد نظر الفريق إلى بيانات من 41,641 طالبا من الكليات الأمريكية والكندية والبريطانية بين عامي 1989 و 2016.

ووجد الباحثون أن الشباب اليوم هم أكثر احتمالا بنسبة 33 في المائة للاعتقاد بأن بيئتهم تطالب بشكل مفرط وأن الآخرين يحكمون عليهم بقسوة. ووجدوا أيضا أن أهمية فكره المثالية لديهم غير عقلانية ، ووجدوا ان لديهم نقد ذاتي شديد ويحملون توقعات غير واقعية بأنفسهم، بنسبة 10 في المائة. كما زاد فرضيه هذه المعايير الغير الواقعية على الآخرين بنسبة 16 في المائة.

ووجدت البحوث السابقة من جامعة ويسترن أونتاريو، أن تزايد الحاجة إلى الظهور الكمال يمكن أن يؤدي إلى زيادة معدلات الاكتئاب والانتحار. وأظهرت الدراسة التي نشرت في أيلول / سبتمبر أن أكثر من نصف البالغين (56 في المائة) الذين انتحروا يظهرون "ضغطا خارجيا ليكونوا مثاليون".